فدلت الآية أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قد علمهم وتجنبهم فكيف ألبس القاضي على نفسه بأن في الصحابة وكبارهم الذين يحملون السنة البيضاء من هو منافق؟! يا للعجب من هذه الغفلة التي وصلت إلى هذا.
قوله: حديث البخاري ومسلم عن عبادة بن الصامت قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله وأن عيسى رسول الله وأن الجنة والنار حق حرم الله عليه النار) قال هذا باطل.
أقول: إن هذا الحديث قد جاء من طريق الزيدية الذين يصدق القاضي بجميع مارووا فقد روى صاحب "شمس الأخبار" من طريق صاحب "الذكر" محمد بن منصور عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال" (أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال لا إله إلا الله خالصة من قلبه) فما أجبت به هنا فهو جواب الحديث المذكور الذي هو من طريق البخاري ومسلم، وجوابهما: أن المراد بذلك ممن كان أهلا للشفاعة مطلقا مقيد بقوله تعالى: { ولا يشفعون إلا لمن ارتضى } [الأنبياء:28] إذ اليهود يقولون: لا إله إلا الله فلذلك كان مطلقا كما أن قوله تعالى: { يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا } [الزمر:53] قيد بقوله تعالى عقبها بلا فصل
مخ ۴۵