يكفي أن يقول «تعالي» لأذهب.
شفيق (جادا) :
أنصحك ألا تذهبي بعد الآن. (سكوت قصير. ثم يقول آمرا وبقوة هادئة)
لا أريد أن تذهبي. أتفهمين؟
سميحة (تعود إلى خفتها الأولى. مقلدة صوته) : «نصحي إليك ألا تذهبي» «لا أريد أن تذهبي» (ثم بلهجة خطابية فخمة وإشارة تمثيلية واسعة)
اصغي خاشعة أيتها الشعوب، فإن أخا متاتياس يتكلم!
شفيق (متغلبا على نفسه لا يريد أن يضحك) :
اسمعي يا بنية. أنت لا تعرفين هؤلاء الشبان ولا تسمعين ما يتبجحون به بعضهم أمام بعض. يكفي الواحد منهم أن يعرف فتاة معرفة سطحية وأن تكون علاقته بها اجتماعية محضة، فتجامله مجاملة تقضي بها الاصطلاحات، بل قد يكفي أن يراها مرة واحدة ليذكرها بلهجة توهم أنه واقف على جميع دخائلها. لو علمت النساء جميع التعليقات، والملاحظات، وأنصاف الابتسامات، وأنصاف النظرات، وصنوف الكلام، وصنوف السكوت الخبيثة التي يشفع بها ذكرهن أولئك المتملقون! آه لو علمت النساء الغافلات!
سميحة :
شرير منك أن تعمد إلى الوشاية.
ناپیژندل شوی مخ