قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ لَوَّوْا رُءُوسَهُمْ وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ﴾ [المنافقون ٥] فذم هذا الصنف بالصد عن ذلك، فهذا كان هديهم وفعلهم في حياته ﷺ، وأما بعد موته ﷺ فلم يفعله أحد منهم، ولا من أهل العلم والإيمان بعدهم.
وأما قوله: "وليس لمانع التوسل أن يخصه بقبل وفاته ﷺ؛ لأن الصحابة استعملوه بعد وفاته ﷺ".
فالجواب أن هذا كذب على الصحابة ﵃ فإن الصحيح الثابت عنهم التوسل به في حياته بدعائه، وأما بعد وفاته فلم يكن يفعل ذلك أحد منهم، وقد ثبت في صحيح البخاري أن عمر بن الخطاب ﵁ استسقى بالعباس فقال: "اللهم إنا كنا إذا أجدبنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا، وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا فيسقون" فقد بين عمر ﵁، أنهم كان يتوسلون به في حياته فيسقون، وذلك التوسل أنهم كانوا يسألونه أن يدعو الله لهم، فيدعو لهم ويدعون معه فيتوسلون بشفاعته ودعائه، فهذا كان توسلهم به في الاستسقاء ونحوه، فلما مات توسلوا بالعباس كما كانوا يتوسلون به، ولم يتوسلوا به ويستسقونه بعد موته، ولا في مغيبه، ولا عند قبره.
وكذلك معاوية بن أبي سفيان استسقى بيزيد بن الأسود الجرشي وقال اللهم: "إنا نستشفع إليك بخيارنا يا يزيد ارفع يديك إلى الله" فرفع يديه ودعا فسقوا ولذلك قال العلماء: