قَالَ القَاضِي عِيَاض لَعَلَّ المُرَاد بالاثني عشر فِي هَذِه الْأَحَادِيث وَمَا شابهها أَنهم يكونُونَ فِي مُدَّة عزة الْخلَافَة وَقُوَّة الْإِسْلَام واستقامة أُمُوره وَالْإِجْمَاع على من يقوم بالخلافة وَقد وجد هَذَا فِيمَن اجْتمع عَلَيْهِ النَّاس إِلَى أَن اضْطربَ أَمر بني أُميَّة وَوَقعت بَينهم الْفِتْنَة زمن الْوَلِيد بن يزِيد فاتصلت تِلْكَ الْفِتَن بَينهم إِلَى أَن قَامَت الدولة العباسية فاستأصلوا أَمرهم
قَالَ شيخ الْإِسْلَام فِي فتح الْبَارِي كَلَام القَاضِي هَذَا أحسن مَا قيل فِي هَذَا الحَدِيث وأرجحه لتأييده بقوله فِي بعض طرقه الصَّحِيحَة كلهم يجْتَمع عَلَيْهِ النَّاس وَالْمرَاد باجتماعهم انقيادهم لبيعته وَالَّذِي اجْتَمعُوا عَلَيْهِ الْخُلَفَاء الثَّلَاثَة ثمَّ عَليّ إِلَى أَن وَقع أَمر الْحكمَيْنِ فِي صفّين فتسمى مُعَاوِيَة يَوْمئِذٍ بالخلافة ثمَّ اجْتَمعُوا عَلَيْهِ عِنْد صلح الْحسن ثمَّ على وَلَده يزِيد وَلم يَنْتَظِم للحسين أَمر بل قتل قبل ذَلِك ثمَّ لما مَاتَ يزِيد اخْتلفُوا إِلَى أَن اجْتَمعُوا على عبد الْملك بعد قتل ابْن الزبير ثمَّ على أَوْلَاده الْأَرْبَعَة الْوَلِيد فسليمان فيزيد فهشام وتخلل بَين سُلَيْمَان وَيزِيد عمر بن عبد الْعَزِيز فَهَؤُلَاءِ سَبْعَة بعد الْخُلَفَاء الرَّاشِدين وَالثَّانِي عشر الْوَلِيد ابْن يزِيد بن عبد الْملك اجْتَمعُوا عَلَيْهِ لما مَاتَ عَمه هِشَام فولي نَحْو أَربع سِنِين ثمَّ قَامُوا عَلَيْهِ فَقَتَلُوهُ وانتشرت الْفِتَن وتغيرت الْأَحْوَال من يَوْمئِذٍ وَلم يتَّفق أَن يجْتَمع النَّاس على خَليفَة بعد ذَلِك لوُقُوع الْفِتَن بَين من بَقِي من بني أُميَّة ولخروج الْمغرب الْأَقْصَى عَن العباسيين بتغلب المروانيين على الأندلس إِلَى أَن تسموا بالخلافة وانفرط الْأَمر إِلَى أَن لم يبْق فِي الْخلَافَة إِلَّا الِاسْم بعد أَن كَانَ يخْطب لعبد الْملك فِي جَمِيع أقطار الأَرْض شرقا وغربا يَمِينا وَشمَالًا مِمَّا غلب عَلَيْهِ الْمُسلمُونَ وَلَا
1 / 55