الأئمة، بل وضعفوه وطعنوا فيه، وذكر بعضهم أنه من الأحاديث الموضوعة والأخبار المكذوبة، ولا ريب في كذب هذه الزيادة فيه.
وأما الحديث بدونها فهو منكر جدًا ورواية حفص بن أبي داود وهو حفص ابن سليمان أبو عمر الأسدي الكوفي البزارز القارئ الغاضري؛ وهو صاحب عاصم بن أبي النجود في القراءة وابن امرأته، وكان مشهورًا بمعرفة القراءة ونقلها، وأما الحديث فإنه لم يكن من أهله، ولا ممن يعتمد عليه في نقله، ولهذا جرحه الأئمة وضعفوه وتركوه واتهمه بعضهم.
قال عثمان بن سعيد الدارمي وغيره عن يحي بن معين: ليس بثقة، وذكر العقيلي عن يحي أنه سئل عنه فقال ليس بشيء، وقال عبد الله بن الإمام أحمد: سمعت أبي يقول: حفص بن سليمان أبو عمر القارئ متروك الحديث.
وقال البخاري (١): (تركوه) وقال إبراهيم بن يعقوب الجوزياني (٢): قد فرغ منه من دهر، وقال مسلم بن الحجاج: متروك، وقال علي بن المديني: ضعيف الحديث، وتركته على عمد، وقال النسائي (٣): «ليس بثقة ولا يكتب حديثه، وقال مرة: متروك الحديث» وقال صالح بن محمد البغدادي: لا يكتب حديثه وأحاديثه كلها مناكير، وقال زكريا الساجي: يحدث عن سماك وعلقمة بن مرثد وقيس بن مسلم وعاصم أحاديث بواطيل، وقال أبو زرعة: ضعيف الحديث، وقال ابن أبي حاتم (٤): «سألت أبي عنه فقال: لا يكتب حديث هو ضعيف الحديث لا يصدق متروك الحديث، قلت: ما حاله في الحروف؟ قال أبو بكر بن عياش: أثبت منه وقال عبد الرحمن بن يوسف بن خراش: كذاب متروك، بضع الحديث.
وقال الحاكم أبو أحمد: ذاهب الحديث، وقال الدارقطني (٥): ضعيف، وقال أبو حاتم بن حيان (٦): كان يقلب الأسانيد ويرفع المراسيل، وكان يأخذ كتب الناس فينسخها ويرويها من غير سماع، وقال ابن عدي (٧): أخبرنا الساجي حدثنا أحمد بن محمد
_________
(١) انظر الضعفاء الصغير للبخاري، ص٣٥٧، الطبعة الهندية والتاريخ الكبير له ٣/٣١٣.
(٢) انظر أحوال الرجال له رقم ١٧٤.
(٣) انظر الضعفاء والمتروكين للنسائي ص٨٢.
(٤) انظر الجرح والتعديل ٣/١٧٣-١٧٤
(٥) انظر الضعفاء والمتروكين للدارقطني، بتحقيق موفق بن عبد الله بن عبد القادر ص١٨٥
(٦) انظر المجروحين لابن حبان ١/٢٥٠.
(٧) انظر الكامل لابن عدي ٢/٧٨٨-٧٩١.
1 / 63