60

سارة :

ماذا تقولين؟ صدقت؟ يا للعار! هذا كلام العجائز، هذا حديث خرافة، هذا مذهب عتيق أقدم من حواء والحية، إنما خلقنا للسرور نأخذه ونعطيه، فمن نذر المرأة للعذاب لا أصاب في الدنيا غير العذاب.

سارة :

ليسقط التمرد!

سارة :

ليحي التمرد!

ثم يتقاربن ويتلاحمن ويتسربن كلهن في شخص واحد، يبقى على المسرح في ثياب الشرطة! ويصيح: أين المشاجرة وأين المتشاجرات ...؟ •••

وقد تلا همام على سارة هذا الفصيل الصغير فاستملحت الفكرة وصفقت لها طويلا.

قال همام: كفاية، لقد ظفرنا بتصفيق الممثلة الوحيدة للرواية. •••

ولم تكن هي في بادئ الأمر تفطن لهذا الذي يلاحظه همام من غرائب شخصها وطرائف ملامحها، إنما كانت تعرف كيف تبدي بضاضتها في الثياب البيضاء، وكيف تخيل لك النحافة في الثياب الدكناء أو السوداء، وكيف تصفف طرتها بما يظهر من وجهها سمات الطفولة، وكيف تصففها بما يكشف منها جانب الذكاء ويزين القسمات بإشراف جبينها الوضاء، وتلك صناعة تحذقها كل امرأة تلتفت إلى محاسنها وتسمع رأي الرجال والنساء فيما يعجبهم من مرآها، لكنها لم تكن تلتفت إلى ما وراء ذلك من تقلب المعاني وتعدد الشخوص.

ناپیژندل شوی مخ