40

ودنت من حبيبها وهي لا تشعر وكانت لا تريد أن يفارقها الآن.

فضغط ريازانتزيف ذراعها الدافئ المفتول. وقال: «نعم إنها ليلة بديعة.»

وكان لهذه الألفاظ البسيطة معنى لا يدركه غيرهما.

فقال إيفانوف بصوته الضخم العميق: «ويحكم أنتم وليلتكم. إن النوم يغالبني فعموا مساء يا سادتي.»

ومضى مخترقا للشارع وجعل يطوح بذراعين كذراعي الطاحون.

وتلاه نوفيكوف وسمينوف، وظل ريازانتزيف لحظة طويلة يودع لياليا متخذا من الكلام على النزهة حجة له وعذرا.

ثم قالت لياليا لأخيها بعد أن ودعها حبيبها: «والآن يجب أن نذهب نحن أيضا.»

وأصعدت زفرة أسف على الانكفاء عن الليل المقمر والنسيم المترقرق في حواشي الظلام وكل ما يطلبه جمالها وشبابها.

وذكر يوري أن أباه لم يذهب إلى مخدعه بعد. وخاف إذا هو لقيه ألا يلقيا بدا من الكلام الجارح الذي لا خير فيه.

فقال وعيناه قيد الضباب الأزرق الخفيف حوالي النهر: «كلا لا أريد النوم. وسأتمشى قليلا.»

ناپیژندل شوی مخ