فقلق فون دايتز لهذا السؤال وقال شيئا على سبيل التوفيق.
وسأله سانين بحدة، «ماذا تعني بذلك؟ ولماذا تغضب؟»
فأحس يوري أن كلامه جارح وأنه لا ينبغي أن يتمادى ولكن كرامته المثلوبة دفعته فقال: «إن هذه اللهجة ثقيلة الوقع جدا.»
فأجابه سانين وبه بعض الغيظ إلا أن به رغبة في التسرية عن صاحبه: «إنها لهجتي المألوفة.»
فقال يوري ورفع صوته: «إنها ليست موافقة دائما ولا أدري ماذا يكسبك مثل هذا اليقين الجازم!»
فأجابه سانين وقد عاد إلى سكينته: «لعل السبب شعوري أني أذكى منك.»
فوقف يوري وهو يرعد من فرعه إلى قدمه وصاح بصوت متهدج: «انظروا ماذا يقول!» فقال سانين: «لا تغضب! إني لم أرد أن أسيء إليك وإنما أعربت عن رأيي الصريح، وليس رأيي فيك إلا كرأيك في وكرأي فون دايتز فينا وهكذا وذلك طبيعي.»
وكان سانين يقول ذلك بلهجة ودية صريحة لا تدع محلا للغضب، فصمت يوري ولكن فون دايتز ظل قلقا عليه. فتمتم يوري: «مهما يكن من الأمر فإني لا أصارحك برأيي وأرميه لك في وجهك.»
فأجابه سانين: «كلا! إنك لا تفعل هذا وذلك حيث تخطئ، ولقد كنت أصغي إليك وأنت تناظر صاحبك الآن فرأيت روح الغضب والإساءة يحفز كل كلمة يجري بها لسانك. والمسألة مسألة شكل. أنا أقول ما أرتئي وليس في هذا ذرة من الامتناع. ولو أننا كنا كلنا صرحاء مخلصين لكان هذا أمتع لنا جميعا.»
فضحك فون دايتز وقال: «يا له من رأي مبتكر!»
ناپیژندل شوی مخ