وكان يوري بعد الذي شهده من بكاء أخته وما كابده من الخواطر المقلقة طوال الليل، يحس أنه أشد اكتئابا وحزنا من أن يستطيع أن يكلم أخته. ولقد توقع أن تقصد إليه طلبا لمشورته، ولكنه شعر أن الإشارة عليها بشيء مرض مطلب بعيد. كذلك من المستحيل استرداد ما قاله ليرفه عنها ويسري أحزانها وليدفعها إلى ذراعي ريازانتزيف ولم يشعر بالقدرة على القضاء على سعادتها الوليدة.
وعاد شافروف إلى الكلام ودنا من لياليا كأنما زاد الأمر تعقدا أو إشكالا: «حسن، إن الذي قررنا أن نفعله هو هذا: نريد أن نطلب إلى ليدا سانين وإلى سينا كرسافينا أن يغنيا، كل منهما على حدة أولا ثم بعد ذلك معا وليس أصلح من صوتيهما للغناء المشترك، فإذا فرغا عزفت على الكمنجا ثم بعد ذلك يغني سارودين ومعه تاناروف.»
فسألته لياليا بلا تعمد وهي تفكر في شيء آخر: «إذن فسيشترك الضباط في الحفلة أليس كذلك؟»
فصاح شافروف ولوح بيده: «نعم بلا شك، وما على ليدا إلا أن تقبل فتلتف بها جمهرة منهم كالزنابير، أما من حيث سارودين فهذا يسره أن يغني وهو لا يكترث للسكان ما دام يستطيع أن يغني وسيجتذب غناؤه عددا جما من زملائه الضباط فيغص المكان.»
فرمت لياليا إلى أخيها بنظرة ذات معنى وقالت: «يجب أن تدعو سينا كرسافينا.»
وحدثت نفسها قائلة: «لا أحسبه قد نسي كيف يكلمني في شأن هذه الحفلة وأنا ...»
فقال شافروف: «لقد قلت لك منذ هنيهة أننا دعوناها!»
فقالت لياليا: «نعم قلت ذلك.» وابتسمت: «وهناك أيضا ليدا ولكنك ذكرت اسمها فيما أظن؟»
قال شافروف: «نعم فعلت ومن ندعو غيرهما؟»
فتمتمت لياليا: «لا أدري والله! ... إن برأسي صداعا.»
ناپیژندل شوی مخ