104

فقال: «خذ واحدة من هنا فإن لدي خمسا.»

وإذ كان يوري أخا لياليا فقد أراد ريازانتزيف أن يلاطفه ما أمكنته ملاطفته. أصر على أن يأخذ يوري إحدى بنادقه وعرضها كلها عليه ليختار من بينها وفككها وشرح له تركيبها، بل لقد أطلق إحداها على هدف في الفناء. فاقتنع يوري وأخذ واحدة وبعض الخراطيش وهو يضحك.

فسر ريازانتزيف وقال: «هذا حسن جدا. لقد كان عزمي أن أخرج غدا لصيد البط فلنذهب معا.»

فقال يوري: «هذا يسرني جدا.»

ولما عاد إلى بيته قضى نحو ساعتين يفحص بندقيته ويتحسس زندها ويسددها إلى المصباح ثم صقل حذائي الصيد القديمين. وفي مساء اليوم التالي جاء إليه ريازانتزيف يهتز مسرورا في مركبة يجرها جواد مضمر وصاح به من النافذة وكانت مفتوحة: «أنت مستعد؟»

وكان يوري قد احتمل حزمة الخراطيش وحقيبة الصيد والبندقية فخرج إليه مثقلا بها وقال: «إني مستعد، مستعد.»

وكان ريازانتزيف قد أخف من هذه الأحمال فعجب ليوري وما تأهب به وقال مبتسما: «ستعاني البرح من هذه الأثقال. اخلعها وضعها هنا. فما بك حاجة إلى لبسها قبل أن نبلغ المكان.»

وساعد يوري على التخلص منها ووضعها تحت المقعد ثم ألهبا الجواد فأخب بالمركبة، وكان النهار قد أوشك أن ينقضي ولكن الجو كان لا يزال دافئا كثير التراب.

وجعلت المركبة تميل يمنة ويسرة حتى اضطر يوري أن يتشبث بمقعده. وكان ريازانتزيف يتكلم ويضحك طول الطريق فلم يسع يوري إلا أن يشاطره جذله.

ولما برزا إلى الحقول كانت الأكلاء الطويلة تلمس أقدامهم وصار الجو ألطف وانقطع التراب. وبلغا حقلا واسعا مستويا، فأوقف ريازانتزيف الجواد وكان يتصبب عرقا ورفع كفه إلى فمه وصاح بصوت رنان صاف: «كوسما، كوسما»

ناپیژندل شوی مخ