صندوق لا یتسع لاحلام
صندوق لا يتسع للأحلام: مجموعة قصصية
ژانرونه
لن أكون مهذبة جدا ومؤدبة جدا وهادئة جدا كما كانت معلماتي ووالدتي يفخرن بي، سأعيد تعريف التهذيب وأنقل إلى قاموسه بعض الشغب.
سأتمرد على مناهجي الدراسية، ولن أشي بزميلاتي اللواتي اختلسن لحظات في الحمامات يحتسين ممنوعاتهن من أجل لذة رائقة، سأشاركهن تلك المرة في سبيل تدوين لحظات انتشائي، ثم ألصق لعناتها بإحدى بطلاتي، ثم أعاقبها في نهاية القصة.
سأعلن الأحكام العرفية على كل الصور الفوتوغرافية، سأضع خلفية صفحتي على «الفيس بوك» مجرد شجرة تشبه أشجار عيد الميلاد، وسأترك لعشاقي حرية تعليق أشيائهم الثمينة بين فروعي، وسأحتفظ بها دون فضها أو معرفة أسمائهم.
يقطع خططي أزيز حاد، يعبث بشريط أفكاري، يقدم لحنا ويؤخر آخر، ثم يعود فيمحوه بكبسة واحدة بلا مبالاة. الأزيز يزداد قوة، وأنا أحاول التمسك بألحاني وروائحي، يزداد الصوت الذي يصك أسناني، وينتفض شعر جسدي.
يطغى الطنين كممحاة تفسح للأبيض مساحة شاسعة يتربع بها على عرش عقلي، حتى يبتعد اللحن سريعا حاملا معه كل الروائح القديمة، وتفشل خططي المشاغبة.
في مؤتمرهم الصحافي، يتباهى أطبائي بشفائي من ورم مخي إضافة إلى منحي ذاكرة نظيفة، ومن بعيد يرقبني حبيب ماجدة الرومي حاملا قلبا جديدا زرعوه خاليا من الأسماء والأحباب.
بنت بأحلام نفاذة
هل كان خطأها أنها حملت قدرا كبيرا من اسمها؛ فكانت كلما سارت تركت عطرها خلفها يشي بجريمتها الكبرى؟
هي طفلة لم تعرف حدودا لابتساماتها. نبتت على حدود براءتها فروع تسلقتها خارج النص المقرر لمنهاجها الحياتي. ذهبت يوما لأمها، ووشت في أذنها أن تبعثر ضفائرها، أسوة بنساء تراهن في أحلامها، على أجسادهن ترقد أوشمة الجمال، وفي قلوبهن أرصدة عشق تكفي عشرات الروايات، بين ثنايا شعورهن يتدلى العشاق والتائهون في مرساهن.
تحت وطأة ابتزاز ابتساماتها وإلحاحها خضعت أمها، وأطلقت عنان خصلاتها. لم تكن تعرف أنه ستبنت لها على ضفاف ضفائرها أجنحة ستحملها إلى أحلام رحبة بعدد خصلاتها المتحررة.
ناپیژندل شوی مخ