صنایع او جنګي ښوونځی په دور محمد علي باشا
الصنائع والمدارس الحربية في عهد محمد علي باشا
ژانرونه
فمحمد علي الذي شغف بتمدين مصر اقتنع بهذه الحقيقة، ولم يهمل شيئا قط للوصول إلى هذا الغرض، فقد أحضر من مختلف بلاد أوروبة أساتذة وأطباء وصيادلة ومعلمين، وشيد في أماكن اختيرت أحسن اختيار تلك المدارس والمستشفيات. وهذا العمل الكبير الذي هو وليد فكرة محمد علي وحدها ابتدأ اهتمامه به منذ عشر سنوات، وظهرت نتائجه الباهرة الآن، بعدما امتدت يد الإصلاح إلى كل فرع من فروع التعليم، وخطت المدارس كافة خطوات واسعة المدى، فأتت بأحسن النتائج التي تسترعي نظر القارئ. وسأتكلم فيما بعد عن هذه المعاهد النافعة بإسهاب.
عرف محمد علي أن أساس تقدم أوروبة، لا سيما فرنسا، التي كان يقلدها في كل شيء، إنما قام على بث روح التعليم، فاهتم اهتماما عظيما ببث هذا الروح في بلاده التي كان مولعا بها، وأنشأ مجلسا للمعارف مؤلفا من رئيس وثلاثة أعضاء اصطفاهم من خيرة الرجال. وقد أدى هذا المجلس وظيفته وقام بواجبه بكل نشاط، وكان يعقد جلساته كل يوم في ذلك البناء المقام على أنقاض القصر الذي سكنه من قبل القائد العظيم بونابرت وخلفاؤه في حي الأزبكية. ومختار بك، ناظر المعارف والأشغال العمومية، هو الذي اختير رئيسا لهذا المجلس.
وقد تأسس في القاهرة معهد به رهط عظيم من التلاميذ وزعوا على كثير من الفصول، وكان بعضهم يتلقى اللغة الفرنسية، والبعض الآخر اللغة العربية، واختص فصلان بدراسة اللغتين التركية والفارسية. وهذا المعهد عين له ناظر أخذ على عاتقه حفظ النظام بين تلاميذه الذين كان كلهم داخلية.
1
وكان تحت إدارة مجلس المعارف المذكور أيضا مدرسة المدفعية بطرا، ومدرسة الفرسان بالجيزة، ومدرسة المشاة بدمياط - وهذه الأخيرة وحدها كان فيها مائتا تلميذ يتعلمون اللغتين العربية والتركية، والرياضة، وكيفية استعمال الأسلحة - ثم مدرسة الطب البيطري وباقي المدارس الابتدائية المنتشرة في أنحاء المديريات.
وكان مسيو لينان، رئيس مهندسي القناطر والجسور، يتلقى الأوامر من المجلس المشار إليه، ويحيل ما يلزم إحالته منها على التابعين له.
ومدرسة الزراعة بنبروه كانت أيضا تحت إشراف مجلس المعارف المذكور، وكان فيها أربعة معلمين فرنسيين يعلمون أربعين تلميذا من أبناء الفلاحين علم الفلاحة، ويطلعونهم على أساليب إصلاح الأرض وزرعها. (1-1) مدرسة الطب والمستشفى العسكري والمجلس الصحي
شيد بين قريتي الخانقاه وأبي زعبل، على الأوضاع والرسوم التي قام بتخطيطها الدكتور كلوت بك، رئيس أطباء الجيش، بناء هذا المستشفى الجامع، الذي أدى وظيفته الأصلية باستعداد تام من حيث معالجة المرضى، وكان فوق ذلك مدرسة طب يتعلم فيه التلاميذ ويطبقون العلم على العمل.
ويرى الزائر حول هذا المستشفى حقلا جميلا زرعت فيه العقاقير والنباتات الطبية، وحوى ما كان نادر الوجود جدا منها.
وفي مدرسة الطب التي به ثمانية من نوابغ المدرسين يتلقى عنهم التلاميذ علوم التشريح، والجراحة، والأمراض الباطنية والظاهرية، والطب الشرعي، والطبيعة، والكيمياء، والنبات، وأربعة مدرسين آخرون للغة الفرنسية، ومترجمان يقومان بترجمة ما يلزم لمدرسة الطب ومدرسة الصيدلة معا.
ناپیژندل شوی مخ