154

سمت نجوم

سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي

پوهندوی

عادل أحمد عبد الموجود- علي محمد معوض

خپرندوی

دار الكتب العلمية

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤١٩ هـ - ١٩٩٨ م

د خپرونکي ځای

بيروت

ژانرونه

تاريخ
وَلما ذكرت بِنَاء قصي الْكَعْبَة الشَّرِيفَة أَحْبَبْت ذكر بِنَاء قُرَيْش وَابْن الزبير وَالْحجاج اياهما متممًا للفائدة فَقلت ثمَّ بنت قُرَيْش الْكَعْبَة قَالَ خَاتِمَة الْحفاظ والمحدثين مَوْلَانَا الشَّيْخ مُحَمَّد الصَّالِحِي فِي كِتَابه الْمُسَمّى سبل الرشاد فِي سيرة خير الْعباد سَببه أَن امْرَأَة جمرت الْكَعْبَة فعلقت شرارة من مجمرها فِي ثِيَاب الْكَعْبَة فَأحرق الشرار أخشابها وأحرق قَرْني كَبْش إِسْمَاعِيل وَكَانَا معلقين بهَا ظَاهِرين ودخلها سيل عَظِيم فصدع جدرانها بعد توهنها بالنَّار فَأَجْمعُوا على هدمها وبنائها فَلَمَّا غدوا على هدمها خرجت لَهُم تِلْكَ الْحَيَّة الَّتِي كَانَت تحرس الْجب سَوْدَاء الظّهْر بَيْضَاء الْبَطن رَأسهَا كرأس الجدي فمنعتهم فَلَمَّا رأو ذَلِك اعتزلوا عِنْد مقَام الْخَلِيل فَقَالَ لَهُم الْوَلِيد بن الْمُغيرَة يَا قوم ألستم تُرِيدُونَ بهدمها الْإِصْلَاح قَالُوا بلَى قَالَ فَإِن الله لَا يهْلك المصلحين وَلَكِن لَا تدْخلُوا فِي بنائها إِلَّا طيب أَمْوَالكُم لَا تدْخلُوا فِيهِ مَال رَبًّا وَلَا ميسر وَلَا مهر بغي فَإِن الله لَا يقبل إِلَّا طيبا فَفَعَلُوا ثمَّ وقفُوا عِنْد الْمقَام سَاعَة يدعونَ فَقَالُوا اللَّهُمَّ إِن كَانَ لَك فِي هدمها رضَا فاشغل عَنَّا هَذَا الثعبان فَأقبل طَائِر من جو السَّمَاء كَهَيئَةِ الْعقَاب أسود الظّهْر أَبيض الْبَطن أصفر الرجلَيْن والحية على الْجِدَار فاغرة فاها فَأخذ برأسها وطار بهها إِلَى أجياد الصَّغِير فَقَالُوا نرجوا أَن يكون رَبنَا قد رَضِي عَمَلكُمْ فاهدموا فهابت قُرَيْش الْهدم فَقَالَ الْوَلِيد أَنا ابدأؤكم فَإِنِّي شيخ فَإِن أصابني أَمر كَانَ قد دنا أَجلي فعلاه بالعتلة يهدم فتزعزع تَحت رجلَيْهِ حجر فَقَالَ اللَّهُمَّ لم نرع إِنَّمَا أردنَا الْإِصْلَاح فهدم يَوْمه أجمع وَقَالَت قُرَيْش نَخَاف أَن ينزل بِهِ إِذا أَمْسَى شَيْء فَلَمَّا أَمْسَى لم ير بَأْسا فَأصْبح غاديًا على عمله فهدمت قُرَيْش مَعَه حَتَّى بلغُوا الأساس الَّذِي وَضعته الْمَلَائِكَة وَهُوَ مَا رفع عَلَيْهِ الْخَلِيل الْقَوَاعِد فَأدْخل الْوَلِيد العتلة فانفلقت فلقَة فَأَخذهَا وهب بن عُمَيْر ففرت من يَده وعادت لمحلها وَبَرقَتْ من تحتهَا برقة كَادَت تخطف الْأَبْصَار ورجفت مَكَّة بأسرها فَعِنْدَ ذَلِك أَمْسكُوا ثمَّ لما عمروا وَقلت عَلَيْهِم النَّفَقَة أَجمعُوا على أَن يقصروا عَن الْقَوَاعِد ويحجروا على مَا قصروا من بِنَاء الْبَيْت بجدار يُطَاف من وَرَائه وَقدر مَا أَبقوا فِيهِ من الْبَيْت سِتَّة أَذْرع وشبر وَقَالَ ارْفَعُوا بَابهَا حَتَّى لَا

1 / 207