103

سمت نجوم

سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي

پوهندوی

عادل أحمد عبد الموجود- علي محمد معوض

خپرندوی

دار الكتب العلمية

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤١٩ هـ - ١٩٩٨ م

د خپرونکي ځای

بيروت

ژانرونه

تاريخ
الْأَفْعَال تأباها الْبَهَائِم وتفر إِلَى الْحَيَاة خوفًا من الْمَوْت ذكر هَذَا أَبُو الْفَتْح أَحْمد بن الْمطرف فِي كتاب التَّرْتِيب فَلت وَرَأَيْت فِي مروج الذَّهَب مَا نَصه الْهِنْد تعذب أَنْفسهَا بالنَّار وَقد تيقنت أَن مَا ينالها من النعم فِي الْمُسْتَقْبل مُؤَجّلا هُوَ مَا أسلفته وعذبت بِهِ أَنْفسهَا فِي هَذِه الدَّار معجلا وَمِنْهُم من يسير إِلَى الْملك فيستأذنه فِي إحراقه نَفسه ثمَّ يدار بِهِ فِي الْأَسْوَاق وَقد أججت لَهُ نَار عَظِيمَة وَقد وكل بهَا نَاس لإيقادها فيسير فِي الْأَسْوَاق والشوارع قدامه الطبول والصنوج وعَلى بدنه أَنْوَاع من الْحَرِير قد مزقها على جسده وَحَوله إخْوَته وَأَهله وقرابته وعَلى رَأسه إكليل من الريحان وَقد قشر جلدَة رَأسه الْعليا وَقد وضع مَكَانهَا الْجَمْر وَقد عمل عَلَيْهِ الكبريت والسندروس فيسير وهامته تحترق وروائح دماغه تفوح وَهُوَ يتبختر ويمضغ التنبل وَحب الفوفل إِلَى أَن يَنْتَهِي على تِلْكَ الْحَالة إِلَى النَّار وَقد صَارَت كَالتَّلِّ الْعَظِيم قَالَ وَلَقَد حضرت بِبِلَاد من الْهِنْد يُقَال لَهَا صيمور فَرَأَيْت فَتى من فتيانهم وَقد طيف بِهِ على مَا ذكرنَا فَلَمَّا دنا من النَّار أَخذ الخنجر فَوَضعه على فُؤَاده فشقه ثمَّ أَدخل يَده الشمَال فَقبض على كبده فجذب مِنْهَا قِطْعَة وَهُوَ يتَكَلَّم قُم قطعهَا بالخنجر وَدفعهَا إِلَى بعض إخوانه تهاونًا بِالْمَوْتِ وَلَذَّة بالنقلة ثمَّ أَهْوى بِنَفسِهِ فِي النَّار فسبحان مقسم الْعُقُول لَا إِلَه غَيره أَقُول ذكرت بقول المَسْعُودِيّ الْهِنْد تعذب أَنْفسهَا إِلَى آخر مَا ذكره قَول القَاضِي نَاصح الدّين أبي بكر أَحْمد بن الأرجاني قَاضِي تستر الشَّاعِر الْمَشْهُور فِي وصف الشمعة حَيْثُ يَقُول // (من الْبَسِيط) // (صفراءُ هنديَّةٌ فِي اللونِ إِن نُعتَتْ ... والقدُّ والدينِ إِن أَتمَمْتَ تشبيهَا) (فالهندُ تقتلُ بالنيرانِ أَنْفسهَا ... وَعِنْدهَا أنّها إذْ ذَاك تُحييها) وَهَذَانِ البيتان لَهُ من قصيدة يمدح بهَا قَاضِي الْقُضَاة بِفَارِس طَاهِر بن مُحَمَّد صدرها بِوَصْف الشمعة بِمَا لم يسْبق إِلَى مثله فِي سالف الْأَعْصَار وَلم يشق لَهُ إِلَى غابر الزَّمن غُبَار وَهِي طَوِيلَة مَشْهُورَة

1 / 156