حيث قيل فيه (حين أسلو) فبنى (حين) المضافة إلى الجملة ، ولا يخفى أن هذا البيت المشار إليه بإنشاد ذينك البيتين صريح في ذكر محل الصبا ، إذ قيل فيه (نسيم الصبا من حيث يطلع الفجر). فظهر المقصود ولله الحمد. انتهى.
رجع : ثم لم نزل نقاسي محن الغربة ، ونكابد إحن الكربة ، وقد طالت أيام البين والنوى ، واضطرمت لواعج الوجد والجوى ، تتجرع من كأس الاغتراب ما هو أمر من العلقم ، ونعاني من بأس الاكتئاب ما يهون عنده نهش الأرقم. إذا عن التذكر لما مضى تزايدت آلام الحزن والأسى ، وإذا اعترض التفكر فيما حل به القضا ، قطعنا الأيام بلعل وعسى. فواها لتلك الأعوام التي مضت كيف انقضت ، وآها من هذه الأيام. (التي برت كيف انبرت (1)).
وهكذا الدهر ما زالت نوائبه
تقلب المرء بين الصفو والكدر
ولقد كنت أبرز إلى تلك الحدائق الأنيقة ، وأتنقل فيها من حديقة إلى حديقة ، لعلي أجد بذلك سلوة عما أنا فيه ، وهيهات ما لمثلي وللتسلي أني إذن لسفيه. فأعود وقد تضاعفت بواعث الهم والتذكار ، وترادفت نوابث الغم والأفكار.
وما ذات طوق في فروع أراكة
لها رثة تحت الدجى وصدوح (2)
مخ ۱۰۵