ولنعد إلى ما نحن بصدده :
ومررنا بعد قطعنا عشر مراحل بقلعة (بيجابور) بكسر الباء الموحدة ، وسكون الياء المثناة من تحت ، وجيم وبعد الألف باء موحدة أعجمية وبعد الواو راء مهملة وهذه القلعة هي دار ملك عادل شاه ملك تلك الأقطار ، فمررنا عليها ولم نجنح إليها ، وكان برز إلينا أمر مولانا السلطان خلد الله ملكه بذلك. فنزلنا بقرية بالقرب منها ، في بستان الملك المذكور ، فيه عمارة عظيمة ، وبركة ماء كأنها قطعة من السماء ، وما ألطف قول ابن تميم (1) في البركة :
لقد قابلتنا بالعجائب بحرة
مكملة الأوصاف في الطول والعرض
وللقاضي أحمد بن عيسى المرشدي (2) فيها أيضا :
ألا انظر إلى هذا الصفاء ببركة
تقول لمن قد غاب عنها من الصحب (3)
كان القاضي أحمد المذكور من علماء مكة المشرفة ، وأكابر أدبائها البارعين نظما ونثرا. توفي لخمس خلون من ذي الحجة الحرام سنة سبع وأربعين وألف على ما أخبرني به الوالد ، وأنشدني له :
مخ ۱۶۳