[ مسح الرأس ]
ومتى ما مسحنا كل رؤوسنا، فقد أدينا مسحها بيقين من نفوسنا، ولا يعارضنا فيه شك ولا مرية، ولا تدخل علينا فيه شبهة معشية، ومن مسح مقدم رأسه واحدة، فقد ثبت بأيقن اليقين عنده، أنه إنما مسح من رأسه بعضه، فهو لا يأمن أن يكون لم يؤد لله فيه فرضه، لأن بعض الرأس ليس بالرأس، كما بعض الناس ليس بالناس، وكذلك بعضك ليس بكلك، وكذلك ليس [ كلك ] ببعضك، وإنما قال الله لا شريك له: { فامسحوا برؤوسكم }، كما قال: { فاغسلوا وجوهكم }، وإن جاز مسح بعض الرأس، جاز غسل بعض الوجه للناس، وكان من غسل بعض وجهه فقد غسل وجهه، كما كان من مسح بعض رأسه فقد مسحه، وهذا من القول فقد يستبين فحشه وقبحه من وهبه الله رشده، وعرف حكمه فعمده.
مخ ۴۶۳