واعلموا - رحمكم الله - أن الإسلام في إدبار وانتقاص ، واضمحلال ودروس(1)، جاء في الحديث : ( ترذلون في كل يوم ، وقد يسرع بخياركم )(2)، وجاء الحديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : ( بدأ الإسلام غريبا ، وسيعود غريبا كما بدأ )(3)، وجاء عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : ( خير أمتي : القرن الذي بعثت فيهم ، ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم ، والآخر شر إلى يوم القيامة )(4)، وجاء عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال لأصحابه : ( أنتم خير من أبنائكم ، وأبناؤكم خير من أبنائهم ، وأبناء أبنائكم خير من أبنائهم ، والآخر شر إلى يوم القيامة ) ، وجاء عنه - صلى الله عليه وسلم - : ( يأتي زمان لا يبقى من الإسلام إلا اسمه ، ولا من القرآن إلا رسمه )(1)، وجاء عنه - صلى الله عليه وسلم - : ( أن رجلا قال : كيف نهلك ، ونحن نقرأ القرآن ، ونقرئه أبنائنا ، وأبناؤنا يقرئونه أبناءهم ؟ قال : ثكلتك أمك ، أو ليس اليهود والنصارى يقرؤون التوراة والإنجيل ؟ قال : بلى ، يا رسول الله ، قال : فما أغنى ذلك عنهم ، قال : لا شيء يا رسول الله )(2).
وقد أصبح الناس في نقص عظيم شديد من دينهم عامة ، ومن صلاتهم خاصة ، فأصبح الناس في صلاتهم ثلاثة أصناف : صنفان لا صلاة لهم (3): أحدهما : الخوارج والروافض والمشبهة ، وأهل البدع ، يحقرون الصلاة في الجماعات ، ولا يشهدونها مع المسلمين في مساجدهم ، بشهادتهم علينا بالكفر(4)، وبالخروج من الإسلام.
والصنف الثاني : من أصحاب اللهو واللعب ، والعكوف على هذه المجالس الرديئة على الأشربة والأعمال السيئة .
مخ ۱۱۵