فقالت وهي تنزع الخمار عن رأسها: «إنه في غاية الضعف وقد داهمته الآن نوبة شديدة أوجبت أمر الطبيب بإخراجنا من عنده ليعالجه، وكان قبلها ضعيفا يقطع الكلام تقطيعا.»
فقالت: «شفاه الله، من كان عنده وأنت هناك؟» قالت ذلك وهي تراقب ما يظهر منها.
قالت: «كان هناك السلطان صلاح الدين الشهم.» وسكتت. فقالت ياقوتة: «لماذا سكت وكيف عرفت أنه شهم؟ يظهر أنك رفضته قبلا لأنك لم تكوني تعرفينه جيدا، أما الآن عند المشاهدة فقد تبين لك أنه يستحق حبك.» وأظهرت المداعبة ثم قالت: «لكنني لم أعلم سبب حضوره عند أمير المؤمنين في هذا اليوم لعله جاء لإتمام طلبه وعقد الخطبة؟»
قالت ذلك وهي تساعدها في نزع المطرف عن كتفيها.
قالت سيدة الملك وهي تنظر في المرآة لتتحقق حال وجهها: «إن أخي بعث إليه.»
قالت: «أمير المؤمنين بعث إليه؟ ولماذا؟»
فتذكرت الخطر على حياة أخيها فانقبضت نفسها وقالت: «بعث إليه ليوصيه بنا خيرا.»
فبغتت ياقوتة من هذه المفاجأة وقالت: «يوصيه بكم خيرا؟! من تعنين؟»
قالت: «أعني أنا وأبناء أخي وأخوتي؛ لأن أخي - شفاه الله - أيقن أنه لا ينقه من هذا المرض، واعترف بأنه لا يجد من رجاله من يثق به ليوصيه بنا غير صلاح الدين، فبعث إليه وإلينا وأوصاه بنا.»
فعادت ياقوتة إلى المداعبة لتشغل سيدتها عن الحزن وقالت: «طبعا إن صلاح الدين وافق أمير المؤمنين على طلبه؛ لأنه مطالب بهذه الخدمة بواجب المصاهرة.» وابتسمت وعيناها تراعيان عيني سيدة الملك لترى ما تدلان عليه.
ناپیژندل شوی مخ