38

Salafis and the Palestinian Issue in Our Contemporary Reality

السلفيون وقضية فلسطين في واقعنا المعاصر

خپرندوی

مركز بيت المقدس للدراسات التوثيقية

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤٢٣ هـ - ٢٠٠٢ م

د خپرونکي ځای

فلسطين

ژانرونه

التهلكة، وقيل: إذا طلب الشهادة وخلصت النية فليحمل؛ لأن مقصوده واحد منهم (١)، وذلك بَيِّنٌ في قوله -تعالى-: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ﴾ [البقرة: ٢٠٧] . وقال ابن خوايز منداد (٢): «فأما أن يحمل الرجل على مئة أو على جملة العسكر أو جماعة اللصوص والمحاربين والخوارج، فلذلك حالتان: إن علم وغلب على ظنه أنه سيقتل من حمل عليه وينجو فحسن، وكذلك لو علم وغلب على ظنه أنه يقتل، ولكن سينكي نكاية أو يؤثر أثرًا ينتفع به المسلمون فجائز -أيضًا-، ولما تحصنت بنو حنيفة بالحديقة، قال رجل من المسلمين: ضعوني في الحَجَفَة وألقوني إليهم، ففعلوا، فقاتلهم وحده وفتح الباب» . قال القرطبي: «ومن هذا: ما روي، أن رجلًا قال للنبي ﷺ: أرايت إن قتلت في سبيل الله صابرًا محتسبًا؟ قال: «فلك الجنة»، فانغمس في العدو حتى قتل (٣) . ونقل ما في «صحيح مسلم» (٤) عن أنس بن مالك، أن رسول الله ﷺ أفرد يوم أحد في سبعة من الأنصار، ورجلين من قريش، فلما رهقوه، قال: من يردهم عنا وله الجنة، أو هو رفيقي في الجنة؟ فتقدم رجل من الأنصار، فقاتل حتى قتل، فلم يزل كذلك حتى قتل السبعة، فقال النبي ﷺ: «ما أنصفنا أصحابنا»، قال: «هكذا الرواية: «أنصفنا أصحابنا»، وروي بفتح الفاء ورفع

(١) قارنه بـ «أحكام القرآن» (١/١١٦) لابن العربي، و«التحرير والتنوير» (٢/ ٢١٥-٢١٧) لابن عاشور. (٢) في كتابه «أحكام القرآن» . (٣) أخرجه البخاري: كتاب المغازي: باب غزوة أحد (رقم ٤٠٤٦) من حديث جابر بن عبد الله. (٤) كتاب الجهاد والسير: باب غزوة أحد (رقم ١٧٨٩) .

1 / 44