سکب الادب په لاميه العرب باندې

سلیمان بک شاوی d. 1209 AH
39

سکب الادب په لاميه العرب باندې

سكب الأدب على لامية العرب

ژانرونه

إن هؤلاء الوحوش في الأهلية كاملون , وعن ما يسوء من الحوادث وإظهارها مأمونون , لا يفشون مكنون ما أسر إليهم , ولا تترك نصرة الجاني بسبب جريرته لديهم , والمطلوب الأهم الأعظم من القربى هذان الوصفان , إذ بهما تتم الألفة وتنتظم , ويحسن جمع شمل الأحباب والخلان , ويقوى ركن الدفاع , ويكمل الإجتماع , فأراد الشاعر تفضيل هذه الوحوش على قومه بهذين الوصفين , وإظهار ما دعاه إلى الوحوش , وفيه إدماج لذمهم , وان السر لديهم غير مكتوم , وإن الجاني في ناديهم من النصرة محروم , وهذا عيب عظيم إذا كان من الأجانب , فكيف صدوره عن الأقارب؟!

تكميل:

في البيت من محاسن البديع التعريض , وهو أنه هنا عرض بذم قومه , حيث مدح هؤلاء الوحوش في حال مخاطبته قومه , بأنهم الأهل أي: لا أنتم حافظون الأسرار , لا أنتم الجاني بينهم غير مخذول , أي: لا أنتم , ويستفاد منه أن الشنفرى قد جنت عليه قومه جناية لم تجنها قوم بحيث ألجأته تلك الجناية إلى التعريض بذمهم , بل إلى هجر بني آدم كلهم , وإلا فالشنفرى لما فيه من علو الهمة [18ظ] لايرتكب هذا من غير سبب قوي , إذ من كان في صفاته لا يرضى أن ينتقص عشيرته , وينسب إليهم هذه الأوصاف دون غيرهم من أحياء العرب (1) , ومما يناسب ما ذكرنا قول ابن مقرب (2): [من البسيط]

وإن تغاضيت عن قومي فعن كرم ... مني وما ذنب كل الناس يغتفر

فما شأن اللبيب ذم عشيرته , إذ بهم ينال العز والشرف , وما السيف بلا ساعد , والمرء بعشيرته , ومما ورد في ذلك أن حمير الأكبر (3) لما أوصى ابنه هميسع بحفظ القرابة , وحسن السيرة , أوصاه بعشيرته كثيرا , ومن بعض ذلك قوله (4):

وعمك وابن العم دونك بعده يرد الأعادي الكاشحين ويدفع

وليس عقاب الطير يوما وإن بها تذل وتنقاد البغاث وتخضع

مخ ۱۲۴