سکب الادب په لاميه العرب باندې
سكب الأدب على لامية العرب
ژانرونه
لقد بالغ في شدة الوطء في سيره على الأرض , إذ الصوانة شديدة في نفسها , والأمغر أشد , فتطاير الحجر الذي يقدح النار يدل على صلابة المنسم , وشدة الوطء , وكونه أصلب من الصوان قال تعالى: {فالموريات قدحا (1)} , فلا يكون لمنسمه هذه القوة إلا إذا كان السير شنشنة له وعادة , ولا ريب أن من يديم المشي حافيا تتصلب قدماه فلا يؤثر فيهما حجر ولا مدر ولا شوك ولا غير ذلك , لكن دون ما وصف قدميه , إذ لم يسمع أن قدما فلل صخرا بوطئه , قال الشاعر (2) يصف جوابا أخا أسفار بأن قدميه لا يؤثر فيهما لسع الحيات وغيرها: [من الرجز]
قد سالم الحيات منه القدما ... الأفعوان والشجاع الشجعما
والروية المشهورة لهذا البيت بنصب الحيات , فيكون (القدما) فاعلا مرفوعا بالألف مثنى , قدم حذفت نونه للضرورة , ويكون الأفعوان والشجاع بالنصب بدلا من الحيات , بدل بعض من كل أو مفصل من مجمل , ورواية [62ظ] سيبويه في كتابه (3) رفع الحيات , حيث قال فيه: وروايتنا بالرفع , فيشكل عليها نصب الأفعوان والشجاع , ويزال الإشكال بأن فاعل تأتي للمشاركة فتقتضي معمولين أحدهما فاعل صريحا مفعول ضمنا كالحيات , وثانيهما بالعكس كالقدم , فأبدل الأفعوان والشجاع من الحيات بإعتبار جهة المفعولية لا الفاعلية , وهذه القاعدة محل يشطها كتب التصريف فلتراجع ثمة.
وللسويدي - رحمه الله - في هذا البيت مع بعض الشيعة (4) قصة عجيبة قد استوعبها في الرحلة المكية فلتراجع (5) , فإني لم أذكرها لطولها.
مخ ۲۱۳