سکب الادب په لاميه العرب باندې
سكب الأدب على لامية العرب
ژانرونه
المعنى:
ولست بالرجل المسن القصير الجثة , مذموم الخصال , يشبه القراد , وهذا غير محمود في الرجال , وما ذكره كناية عن بطء الحركة والثوران في الخطوب , وأنه سريع الإقدام في التنادي والحروب , أو أن المعنى: لم أكن ممن يكثر مجالسة النساء , يقصد مغازلتهن مؤملا الوفاء إذ الغالب على من هذه هجيراه قلة الحزم , وهو بمعزل عن الإقدام [55و] وشدة العزم , ولم أكن غبيا بطء الكلام , كالثور يملأ لسانه فمه , بل إني فصيح الكلام , عذب المنطق , جيد البديهة , ووافق نطقه فمه , ولقد صدق الشنفرى بما ادعاه , ونسج الكلام وأوعاه , لأن من كان نظمه هذه القصيدة فهو بمعزل عن العي والفهاهة , مستجمع لجميع محاسن أصحاب النباهة , ولست أيضا بالثقيل الذي إذا أفزعه أمر ثار بغير سلاح , وصار من دهشته لا يفرق بين الصباح والمصباح , إذ مثل هذه الحركة تنافي الحزم والهمم , وصاحبها يظلم , فينبغي للعاقل التجرد عنها , وإن آمن من النائبات وتحكم , إذ ربما يدهمه الخطب , فلا يستطيع له تلاق , ويكون في إدراك رده حيرانا دهشا مما لا يطاق , ولله در القائل (1): [من الطويل]
ولكن من لم يلق أمرا ينوبه ... بعدته (2) ينزل به وهو أعزل
وقال البوصيري في مدح أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم:
كأنهم في ظهور الخيل نبت ربا ... من شدة الحزم لا من شدة الحزم (3)
وقال زهير بن [أبي (4)] سلمى (5): [من الطويل]
ومن لم يذد عن حوضه بسلاحه ... يهدم , ومن لا يتقي الشتم يشتم
وقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (خير الناس رجل ماسك بعنان فرسه كلما سمع هيعة طار إليها (6)) إلى آخر الحديث.
مخ ۱۹۸