قال «كلارك» شيء مؤسف .. كنت أفكر في اهتمامنا بالتحقيق والاستعلام .. يبدو لي ذلك اختلافا جوهريا بيننا وبين الفرنسيين. إن الفرنسيين يعرفون ما يريدون ويقومون بتنفيذه بينما نحن ننتظر وننتظر حتى نكتشف كل الحقائق، كما لو أن الحقائق تعني أي شيء، كما أننا نتخيل بأن حصولنا على المزيد من الحقائق عن الأفارقة يجعل حكمهم يسيرا، ولكن الحقائق ...
قاطعه «وينتربوتوم»: إن الحقائق مهمة، والاستعلام مفيد، لكن فشل إدارتنا هو التعيين الخاطئ والثابت دون الاهتمام بنصيحة أولئك الذين أمضوا وقتا طويلا هنا.
شعر «كلارك» بالغضب لمقاطعة «وينتربوتوم» له، وعدم إعطائه الفرصة لإنهاء كلامه، الذي أعد نفسه كي يشير إليه بطريقة جميلة.
الفصل الحادي عشر
بعد الاحتفال بأوراق القرعة غادر «إيزولو» أرضه للمرة الأولى في زيارة لصديقه «أكيوبو»، الذي كان جالسا في كوخه على الأرض، مشغولا بإعداد بذور اليام التي استأجر عمالا لزراعتها. في الصباح التالي، كان «أكيوبو» جالسا بين كومتين من اليام ممسكا بسكين خشبية حادة. كانت الكومة الكبيرة فوق الأرض المنبسطة على يمينه والكومة الصغيرة داخل سلة طويلة، تناول من السلة واحدة من اليام، ونظر فيها بإمعان، ثم قام بتقشيرها بالسكين، ووضعها إلى يمينه فوق الكومة الكبيرة، فتناثرت فضلات القشور أمامه، وسط قشور أخرى كثيرة من اليام ذات لون بني.
تصافح الرجلان، وتناول «إيزولو» جلد الماعز الملفوف تحت ذراعه، ثم بسطه على الأرض وجلس .. سأله «أكيوبو» عن عائلته، ثم راح يواصل العمل في تقشير اليام.
أجاب «إيزولو»: إنهم بخير، وماذا عن أهلك ؟ - بخير أيضا. - إن بذور اليام هذه كبيرة وطازجة، هل جئت بها من الشونة التي تمتلكها أم من السوق؟ - ألا تعرف أن لي نصيبا في أرض «أنيتيتي»؟ نعم، إنها من حصاد تلك الأرض.
هز «إيزولو» رأسه قليلا: هي أرض عظيمة، ومثل تلك الأرض تجعل من الكسالى فلاحين مهرة.
قال «أكيوبو» مبتسما: تود لو تستفزني، لكنك لن تستطيع.
ألقى «أكيوبو» بالسكين فوق الأرض، وصاح مناديا ابنه «أوبيلو» الذي سارع بالمجيء، كان وجهه مليئا بالعرق، وقال مرحبا: «إيزولو». - ولدي.
ناپیژندل شوی مخ