جاء «وافو» مسرعا يحمل بين يديه طاسة أخرى بها جوزة الكولا، وقال لوالده: دع «أكيوبو» يراها.
قال «أكيوبو»: لقد رأيتها. - عليك بكسرها إذن. - لا، إن جوزة الكولا الخاصة بالملك لا يقربها سواه. - أهكذا ترى؟ - نعم.
تناول «إيزولو» الطاسة من «وافو»، ووضعها بين قدميه، ثم التقط جوزة الكولا بيده اليمنى، وبدأ في الصلاة، كان يهز يده للأمام وهو يتمتم بكل كلمة وكفاه مفتوحتان إلى أعلى وأصابع يديه ممسكة بجوزة الكولا. - «أوجبوفي أكيوبو»، ربما تعيش أنت وكل أهلك وأعيش أنا مع كل أهلي وشعبي، لكن الحياة بمفردها لا تكفي، ربما نمتلك نحن أسباب الحياة، لكن هناك نوعا من الحياة البطيئة الصعبة أسوأ من الموت. - الحقيقة ما تقول. - كل الناس سواء، فلتدع الغيرة تأكل صاحبها. - نعم، نعم. - قد يعم الخير أرض «إيبو» وقد يصل إلى بلاد النهر، وربما ..
توقف دون أن يواصل حديثه، ثم ضغط بقبضة يده على جوزة الكولا وكسرها، وألقى بالفصوص في الطاسة على الأرض، وراح يصفر ويقول: انظر، ها هي الأرواح تريد أن تأكل.
رفع «أكيوبو» رقبته ليرى، ثم قال: واحد .. اثنان .. ثلاثة .. أربعة .. خمسة .. ستة، حقا، إنهم يريدون أن يأكلوا.
تناول «إيزولو» واحدة من الفصوص، وألقى بها خارج الطاسة، ثم التقط واحدة أخرى، وقذف بها إلى فمه .. تقدم «وافو» للأمام، وأمسك بالطاسة متوجها بها ناحية «أكيوبو»، وحين ساد الصمت لحظة بين الرجلين أصبح صوت جوزة الكولا وهي تنكسر بين الأسنان واضحا.
ابتلع «إيزولو» اثنين من فصوص جوزة الكولا، ثم قال: غريب أمر هذه الكولا، لا أستطيع أن أتذكر آخر مرة رأيت فيها واحدة بستة فصوص. - إنها فعلا نادرة جدا، كما أن ذات الخمسة فصوص أيضا ليست شائعة .. كانت أول مرة أرى فيها واحدة بخمسة فصوص منذ سنوات، حين كنت مضطرا لشراء أربع أو خمس سلال مملوءة بجوزة الكولا لتقديمها كقربان.
أضاف مخاطبا «وافو»: اذهب إلى كوخ أمك، وأحضر إبريقا كبيرا من الماء البارد. إن الجو حار.
قال «إيزولو»: أعتقد أن هناك ماء في السماء. إنها الحرارة التي تسبق سقوط الأمطار.
ثم نهض، وسار خطوات قليلة إلى سريره المصنوع من شجرة البامبو، وتناول حقيبته المصنوعة من جلد الماعز. كانت الحقيبة مصنوعة بمهارة فائقة، حتى إنها كانت تبدو وكأنهم قد انتزعوا الماعز من داخلها، كما ينزعون القوقعة من المحارة، وكانت لها أربع أقدام قصيرة، ويبدو الذيل كما هو.
ناپیژندل شوی مخ