لم تهتم بناته كثيرا بقلق الزوجة وخوفها؛ لأنهن كن أكثر حكمة، وكن يدركن أن ذلك نتيجة طبيعية لما يحدث بعد الاحتفال، إنه جزء من التضحية، فهل يستطيع أن يدوس خطايا «أوموارو» في الرمال دون أن تنزف قدمه؟ .. ليس من اليسير أن يأمل أحد في ذلك. حتى بينما كانت المجموعة تعقد اجتماعها تحت ظلال شجرة الإيجبو في السوق، كانت قصة الرجل الأبيض الذي جلد «أوبيكا» قد انتشرت في كل القرى. وكانت زوجة «إيدوجو» التي عادت محملة بحطب الوقود فوق رأسها هي التي جاءت بالخبر إلى بيت «إيزولو»، الذي استيقظ من النوم على أثر بكاء أم «أوبيكا» وأخته. ألقى بالحصيرة بعيدا، وقفز على قدميه، وأحس أن أحدا قد مات، ثم سمع زوجة «إيدوجو» تتحدث بما يعني أن أحدا لم يمت، فجلس على حافة سريره ورفع صوته مناديا زوجة «إيدوجو»، التي جاءت على الفور وتبعها زوجها، الذي كان يصنع بابا لبيت أحد الرجال المرموقين، بعد أن عادت زوجته.
سأل «إيزولو» «آموج»: ماذا تقولين؟
سردت عليه القصة كما سمعتها، فقال «إيزولو» باندهاش وهو عاجز عن استيعاب ما سمعه: جلد .. سياط؟!
أجابت «آموج»: لم يقولوا شيئا عما ارتكبه.
فقال «إيزولو» مفكرا: ربما لأنه تأخر في الذهاب، ولكن الرجل الأبيض لا يجلد رجلا لهذا السبب، خاصة وأنه ابني، ربما يكون «أوبيكا» هو الذي بدأ بالضرب.
شعر «إيدوجو» بما أصاب والده، لكن «إيزولو» كان يحاول أن يبدو طبيعيا.
قال «إيدوجو»: سوف أذهب إلى «كو» حيث هم مجتمعون الآن؛ فأنا لا أجد معنى لهذه القصة.
ثم عاد إلى كوخه، وتناول سلاحه وخرج.
كان والده ما زال يحاول أن يفهم، فصاح مناديا «إيدوجو»، ونصحه بألا يكون مندفعا، ثم غير من لهجته قائلا: كيف أعرف أن أخاك لم يبدأ بالضربة الأولى، خاصة وأنه كان مخمورا عندما غادر البيت؟
ابتسم «إيدوجو» وسارع بالرحيل مرتديا شقة طويلة ورفيعة بين القدمين، وحزاما حول الخصر ذا نهايتين؛ إحداهما في الأمام، والأخرى في الخلف.
ناپیژندل شوی مخ