ثم تردد قليلا، وحك رأسه قائلا للسيد «رايت»: هذا الرجل يرغب في سؤالك يا سيدي. - لا أحد يسأل عن أي شيء. - نعم .. نعم.
ثم قال مخاطبا «ويك»: يقول الرجل الأبيض إنه لم يغادر منزله هذا الصباح ليأتي إلى هنا كي يجيب على أسئلتك.
تذمروا وساد الشغب، فصاح «رايت» مهددا بمعاملة قاسية إن لم يعودوا إلى العمل في الحال، ولم تكن كلماته في حاجة إلى ترجمة من «أوناشوكو»، كان التهديد واضحا.
بدءوا العمل من جديد، لكنهم راحوا يتفقون على تنظيم اجتماع بينما كانوا يقطعون الأشجار.
كان الاعتراض على وجود «موسى أوناشوكو» هو أول ما أثاره في الاجتماع؛ فقد رأى كثير من الناس، خاصة من قرية «أومواشالا»، ألا يحضر رجل من المجموعة الأخرى اجتماعهم. بينما أشار آخرون بأنه اجتماع خاص للمناقشة حول الرجل الأبيض، وسيكون من الحماقة عدم حضور القريب الوحيد الذي يعرف لغة الرجل الأبيض وأساليبه.
نهض «أوفيدو»، ووسط دهشة الجميع وافق على بقاء «موسى»؛ حيث قال: لكنني أوافق لسبب آخر، أريده أن يخبرنا جميعا بما قاله الرجل الأبيض عن عائلة «أوبيكا»، كما أننا نريد أن نعرف إذا ما كان حقا قد حرض الرجل الأبيض على جلد صديقنا بالسياط، وبعد أن يجيب على هذه الأسئلة عليه أن يذهب بعيدا عنا. وإذا ما سألني أحد عن ضرورة ألا يكون معنا بعد ذلك أقول له إن هذا الاجتماع لمجموعة «أوتاكاجو»، ودعوني أذكركم جميعا، وخاصة أولئك الذين يتمتمون ويقاطعونني، أنه ينتمي أيضا إلى دين الرجل الأبيض، وهذا ما لا أريد التحدث بشأنه الآن. إن كل ما أرغب في قوله هو أن على هذا ال «أوناشوكو» أن يجيب على أسئلتي، ثم يمضي بعيدا حاملا معه كل معرفته عن الرجل الأبيض وأساليبه .. لقد سمعنا حكايات كثيرة عن كيفية حصوله على هذه المعرفة. لقد سمعنا أنه عندما غادر «أوموارو» كان يعمل في مطبخ الرجل الأبيض كالنساء.
ساد التذمر مختلطا ببقية كلام «أوفيدو».
قال كثير من الناس: يجب أن يفتح فمه ويجيب على أسئلة «أوفيدو».
كان «موسى أوناشوكو» يتحدث ولكن دون أن يسمعه أحد، وحين ساد الهدوء بدا صوته مبحوحا وهو يقول: إذا شئتم أن أرحل فسوف أفعل ذلك في الحال. - لا تذهب. - نحن نسمح لك بالبقاء. - ولكنني إذا ذهبت فلن يكون ذلك بسبب هذا الكلام الذي سمعته. - كفى .. كفى. - لم نأت هنا كي نتهم أنفسنا.
اقترح شخص ما أن يذهبوا إلى كبار الرجال في «أوموارو» لإخبارهم بعدم قدرتهم على الاستمرار في العمل في ذلك الطريق، لكنهم جميعا اعترضوا على هذا الاقتراح، فقال «موسى»: يستطيع الرجل الأبيض حينئذ أن يلقي بالأولاد الكبار في سجن «أوكبيري»، وأنتم تعرفون العلاقة بيننا وبين «أوكبيري»، فإذا سجن أي رجل من «أوموارو» هناك، فهل تعتقدون أنه سيعود حيا؟ هل نسيتم أننا في أيام قمر الزرع؟ هل تريدون لزرعكم أن ينمو في السجن هذا العام وفي الأرض التي يدين لها آباؤكم ببقرة؟ أنا أتحدث إليكم كأخ أكبر، ولقد سافرت إلى «آلو» و«إيجبو»، وأفيدكم علما بأنه لا مفر من الرجل الأبيض الذي جاء ليبقى .. عندما تزداد الطرقات فوق بابك وتخبره بعدم وجود مقعد له فسوف يقول لك: لا تقلق. لقد أحضرت معي مقعدي الخاص.
ناپیژندل شوی مخ