عرف «أوبيكا» أن الرجل غاضب، فراح يختال في مشيته، مما أثار الضحك وسط الرجال، ثم واصل نفس طريقة المشي أمام السيد «رايت»، الذي لم يعد يحتمل مزيدا من الغضب، فلوح بسوطه في عنف، ثم أمسك «أوبيكا» من أذنه. غضب «أوبيكا» وجن جنونه، ثم سارع بإلقاء فأسه، وأوشك أن يهجم على الرجل، لكن «موسى أوناشوكو» ألقى بنفسه بين الرجلين، وسارع اثنان من مساعدي السيد «رايت» بالإمساك «بأوبيكا»، فراح السيد «رايت» يضربه بالسياط فوق ظهره العاري. لم يبد «أوبيكا» أي مقاومة، لكنه كان يرتعش كقربان اليام، كما ارتعش «أوفيدو» أيضا، وكانت تلك هي المرة الأولى التي يرى فيها قتالا أمامه ولا يستطيع عمل شيء سوى المشاهدة فقط.
صاح «موسى أوناشوكو» في دهشة: هل جننت حتى تهاجم الرجل الأبيض؟ لقد سمعت أن عائلتك كلها من المجانين، ويبدو أن ما سمعته حقيقي.
شعر أحد رجال قرية «أوبيكا» أن صوت «أوناشوكو» يحمل في طياته حالة العداء بين «أومواشالا» و«أومونيورا»، فقال: ماذا دهاك يا رجل حتى تقول مثل هذا الكلام؟
كان بقية الناس يراقبون في هدوء، ثم انطلقوا مشاركين في الصراع القائم، وعلت صيحات التهديد من كل جانب، وهز أحدهم إصبعه في وجه الآخر .. لقد تفجر الصراع القديم بين القريتين، وكان المشهد غريبا.
صرخ السيد «رايت» قائلا: اخرسوا، أيها القردة السود، وانهضوا للعمل.
ساد الصمت لحظة، ثم قال ل «أوناشوكو»: أخبرهم أنني لن أسمح بأي تراخ في العمل.
ترجم «أوناشوكو» ما قال، ثم استطرد السيد «رايت»، وقال: أخبرهم أن هذا العمل يجب أن ينتهي في يونيو.
خاطب «أوناشوكو» الرجال قائلا: يقول الرجل الأبيض بأنكم ستعرفون أي نوع هو من الرجال إذا لم ينته العمل في الوقت المحدد له، فلتعملوا إذن بدون تأخير. - ماذا؟ - ماذا؟ .. ألا تستطيع أن تفهم الإنجليزية الواضحة البسيطة؟ أقول كفى تأخيرا، ويجب الانتهاء من هذا العمل في وقته المحدد. - أوه .. ها؛ أي إن على كل شخص أن يعمل بجد، ويتوقف عن أكل الخراء.
وقال «ويك أوكباكا»: أرغب في أن أسمع إجابة الرجل الأبيض على سؤالي.
سأله «أوناشوكو»: وما هو هذا السؤال؟
ناپیژندل شوی مخ