قدم «أكوكاليا» الشكر قائلا: لن نستطيع أن نأكل أو نشرب شيئا قبل أن نفرغ أنا وزملائي من المهمة التي جئنا بشأنها.
سأل «أوتيكبو»: وإذن هل من الممكن البوح لي أنا و«أدوزو» فقط بما تتضمن هذه المهمة التي تثقل كاهلكم، أم أنه من الضروري حضور كبار رجال «أوكبيري»؟ - إنها تتطلب كبار الرجال. - إذن فقد جئت في وقت غير مناسب .. كل إنسان في «إيمبولاند» يعرف جيدا أن شعب «أوكبيري» لا يفعل شيئا في يوم «إيك» الذي هو يوم السوق الكبير .. كان من الأفضل لو جئت بالأمس أو أمس الأول أو غدا أو بعد غد .. ابن ابنتنا .. كان ينبغي أن تعرف عادتنا.
أجاب «أكوكاليا»: إن عاداتكم لا تختلف كثيرا عن عادات الآخرين، لكن مهمتنا لا تحتمل التأجيل.
قال «أوتيكبو»: نعم .. نعم.
ومضى إلى الخارج، وكان صوته مسموعا وهو ينادي على جاره «إيبو»، ثم عاد وقال مستطردا: مهمة لا تحتمل التأجيل! وماذا نستطيع أن نفعل الآن؟ أقترح أن تنام في «أوكبيري» اليوم لمقابلة الكبار غدا.
دخل «إيبو» ولوح بالتحية إلى كل الحاضرين .. أصابته الدهشة لوجود كل أولئك الناس، وللحظات انتابه التردد، ثم صافح الجميع لكن «أكوكاليا» رفض مصافحته.
قال «أوتيكبو»: اجلس يا «إيبو» .. إن «أكوكاليا» يحمل رسالة إلى شعب «أوكبيري» تمنعه من تناول جوزة الكولا ومن المصافحة. إنه يرغب في مقابلة الكبار. ولقد شرحت له استحالة ذلك اليوم. - ولماذا اختاروا اليوم لإبلاغنا برسالتهم؟ أليس لديهم سوق في بلدهم؟ إذا كنت قد استدعيتني من أجل هذا السبب فينبغي أن أعود للإعداد للسوق. - يجب إبلاغ رسالتنا حالا .. لا يمكن الانتظار .. قلت هذا من قبل. - لم أسمع من قبل عن رسالة لا تحتمل الانتظار أو التأجيل، أم أنك جئت لنا بأخبار تفيد بأن «شوكو» الإله الأكبر أوشك على تدمير العالم؟ إذا لم يكن الأمر كذلك فلا بد أن تعرف أن مجيء ثلاثة رجال إلى المدينة لن يكون سببا لتوقف يوم «إيك» في «أوكبيري» .. تستطيع أن تسمع بوضوح تلك الأصوات في السوق، والتي لم تكتمل إلى النصف حتى الآن .. عندما تكتمل يمكنك سماعها من «أمودا»، فهل تعتقد أن سوقا كهذا يمكن أن يتوقف لسماع رسالتك؟
جلس لحظة قصيرة، وساد صمت قطعه «أوتيكبو» قائلا: والآن لعلك تعرف يا ابن ابنتنا صعوبة إحضار رجالنا الكبار قبل الغد. - وإذا ما اشتعلت الحرب في مدينتكم فجأة فكيف تستدعون رجالكم يا جدي؟ هل ستنتظرون حتى الغد؟
انفجر «إيبو» و«أوتيكبو» ضاحكين بينما كان رجال «أوموارو» الثلاثة يتبادلون النظرات. وارتسمت فوق وجه «أكوكاليا» علامات الغضب الممتزج بالخطر، أما «أدوزو» فكان كما هو منذ جاء جالسا ويده اليسرى تحت ذقنه.
قال «أوتيكبو» بعد أن فرغ من الضحك: اختلاف العادات من اختلاف الناس، وفي «أوكبيري» ليس من عاداتنا أن نرحب في سوقنا بالغرباء. - يا جدي أنت إذن تعتبرنا كنساء السوق .. لقد تحملت إهانتك بصبر، فدعني أذكرك أن اسمي «أوكيك أكوكاليا» من «أوموارو».
ناپیژندل شوی مخ