وماذا كان يشبه؟
ابتلع ريقه قائلا: أطول من كل الرجال الذين أعرفهم وجلده مضيء بشدة .. مثل .. مثل مثل ... - هل كانت ملابسه توحي بأنه رجل فقير أم أنه كان يبدو رجلا ميسورا؟ - بل رجل غني، كانت قبعته مزينة بريش الملائكة.
بدأ «أوبيكا» يخاف من جديد، وراحت أسنانه تصطدم ببعضها، فبادره «إيزولو» بقوله: تمالك ولا تنس أنك رجل، هل كان له ناب مثل سن الفيل؟ - نعم .. ناب كبير بين أكتافه.
تساقطت الأمطار بغزارة، وبدا صوت قطرات المياه كصوت الحصى بعد إلقائها فوق سقف من القش. - لا شيء يدعو للخوف يا بني، إن ما رأيته هو «أيرو» العظيم الذي يهب الثروة لمن يعترف بفضله. إن الناس تراه أحيانا في ذلك المكان في مثل هذا الوقت وهذا الطقس، ربما كان عائدا إلى بيته بعد زيارة قام بها إلى «إيديميلي» أو بعض الآلهة الأخرى. إنه لا يسبب أذى لأحد سوى لأولئك الذين يقسمون زورا وبهتانا أمام مقدساتهم.
قدم «إيزولو» شكره وثناءه لإله الثروة بطريقة تجعل الإنسان يعتقد أنه فخور لكونه كاهنا ل «أيرو» أكثر مما هو كاهن للإله «أولو» الذي يقف فوق «أيرو» وكل الآلهة الأخرين. إن «أولو» إذا أراد أن تتدفق ثروة إنسان كالنهر فإن حبات اليام تنمو كبيرة في بيته، ويصير إنتاج الماعز مضاعفا ثلاث مرات، وتفقس الدجاجات تسعة أضعاف إنتاجها.
جاءت «أوجيوجو» ابنة «ماتيفي» ومعها طاسة «الفوفو» وأخرى مليئة بالشوربة، ووضعتهما أمام أبيها بعد أن قدمت التحية، ثم اتجهت ناحية «وافو» وقالت: اذهب إلى كوخ أمك؛ فلقد انتهت من طهي الطعام.
كان «إيزولو» يعرف أن «ماتيفي» وابنتها يكرهان محاباته لابنه من الزوجة الثانية، فبادرها بقوله: اتركيه وشأنه، واذهبي لاستدعاء أمك.
لم يتناول الطعام، فعرفت «أوجيوجو» أنه في طريقه لإثارة المتاعب، فعادت إلى كوخ أمها لاستدعائها.
قلت كثيرا وأعلنت مرارا في هذا البيت أنني لن أتناول عشائي كل مرة متأخرا هكذا، وبعد أن ينام كل الرجال في «أوموارو».
كانت «ماتيفي» قادمة فاستطرد يقول: لكنك لا تسمعين الكلام؛ لأنك تعتبرين كل ما أقوله في هذا البيت ليس سوى فساء كلب. - لقد ذهبت طوال الطريق إلى «وانجين» لإحضار الماء و... - كان من الأفضل أن تذهبي إلى «كيزا»، أما إذا أردت الشفاء من هذا الجنون فعليك بإحضار عشائي يوما آخر في مثل هذا الوقت.
ناپیژندل شوی مخ