105

قال «أوبيكا» بقليل من الإحساس: كان يجب أن تعرف بأنك لست في بيت الرجل الأبيض، ولكنك في «أوموارو»، وفي بيت كبير كهنة «أولو». - كفى يا «أوبيكا»، لقد سمعت «أكيوبو» يقول الآن إن الغرباء يتحدثون من أنوفهم. هل تعرف أنهم كان لديهم رئيس للكهنة في أرضهم، أو في أرض الرجل الأبيض؟ - أخبروا هذا الشاب أن يحذر وهو يتحدث معي. إذا لم يستمع لي فعليه أن يسأل هؤلاء الذين يستمعون. - اذهب وتناول الخراء.

قال «إيزولو» بصوت كالزئير: كفى، اصمت، لقد جاء هذا الرجل كل هذا الطريق من أرض أمي إلى بيتي، وأرفض أن يسيء إليه أحد، بالإضافة إلى أنه مجرد مبعوث، وإذا لم تعجبنا رسالته، أو لم نقبل ما جاء بها، فإن صراعنا لن يكون معه، ولكن مع الرجل الذي أرسله.

قال «أكيوبو»: تماما.

وقال الحارس: ولا شيء أكثر من هذا.

استطرد «إيزولو» موجها حديثه إلى المبعوث: لقد سألت سؤالا وسوف أجيبك الآن. إنني أنا «إيزولو» .. هل أنت راض الآن؟ - شكرا، الكل هنا رجال، لكننا لا نعرف الرجال من الأولاد إلا حين نفتح أفواهنا. لقد تحدثنا كثيرا بفائدة وبغير فائدة، وكانت بعض الكلمات توحي بسلامة العقل وبعضها الآخر كان يوحي بحالة من السكر الشديد، ولقد آن الأوان للحديث عن سبب مجيئي. إن الضفدعة لا تمشي بالنهار إلا إذا كان ثمة شيء وراءها، وأنا لم أقطع كل هذا الطريق من «أوكبيري» من أجل أن أمدد قدمي . إن الحارس قريبكم أخبركم بأن الكابتن «وينتابوتا» قد كلفني بكثير من شئونه، وهو كما تعرفون رئيس لكل الرجال البيض في كل هذه الأجزاء، وأنا أعرفه منذ أكثر من عشر سنوات، وكل الرجال البيض يرتعشون أمامه.

ابتسم في سخرية وهو يستطرد: عندما أرسلني إلى هنا لم يخبرني أن له صديقا في «أوموارو»، ولكن إذا كان ما تقوله صوابا فسوف نرى غدا عندما تصحبني لرؤيته.

قال «أكيوبو» محذرا: عن أي شيء تتحدث؟

كان مبعوث البلاط مبتسما ما يزال، وكانت ابتسامته توحي بالتهديد حين قال: نعم، إن صديقك «وينتابوتا» (نطق الاسم بطريقة غريبة) يأمرك بالمثول أمامه غدا صباحا.

تساءل «إيدوجو»: أين؟ - في أي مكان تعتقد سوى مكتبه في «أوكبيري»!

قال «أوبيكا»: إن التابع لرجل مجنون. - لا يا صديقي وإنما أنت هو المجنون، وعلى أية حال فإن «إيزولو» يجب أن يعد نفسه في الحال، ومن حسن الحظ أن الطريق الجديد يجعل الكسيح متعطشا للمشي. لقد رحلنا هذا الصباح عند الفجر، وبسرعة وصلنا إلى هنا. - قلت إن هذا الرجل مجنون .. من ...

ناپیژندل شوی مخ