هيجاءِ البحثِ فيهِ سَيْفٌ ذو شُهْرَة، أَحْبَبْتُ أنْ أُذَيِّلَهُ تذييلًا، وأَضمَّ إلى استعارتِهِ المكنيةِ مني تخييلًا، فشمرَّتُ الذَّيْلَ، ووضعتُ بإذنِ اللهِ تعالى هذا الذَّيْلَ، تذكرةً لإخواني، وتبصرةً لجلةِ خلاّني، وسمّيْتُهُ (سَهْمَ الألحاظ في وَهْم الألفاظ)، إذْ كانَ صَرْفُ هذا السَهْمِ إلى طَرْفِ هذا الوَهْمِ، حيثُ لا حصول للإصابةِ في حيزِ الوصولِ والإصابةِ. واللهَ أسألُ، وإنَّ سواهُ لن يُسأَلَ، أنْ ينفعَ بهِ القاصي والداني، والمثري والعاني، وأنء لا يجعله مَطْمَحَ أنظارِ القادِحين، ولا مطرحَ أَعْراضِ ما لهم ولو مِن بعدِ حِين، ولكن مظنّة لمقبولِ النقول بل مئينة لقبولِ ذوي العقول ما نقول، وسببًا للدعاءِ الجميلِ في العاجِلةِ وطريقًا إلى (١٢٧ أ) الجزاءِ الجليلِ في الآجِلةِ. إنّهُ على كل شيءٍ قديرٌ، وبالإجابةِ معينٌ وجديرٌ.
١ - فمما وهموا فيه وغلطوا: (السُّبْحَةُ) ، بضَمِّ السينِ. والصحيحُ فتحها. وهي بالسينِ أفصحُ من الصادِ، بتصريحِ من صاحبِ القاموس (٥)، فهي على عَكْسِ " صِراط " (٦) لما أَنّهُ بالصادِ أَفْصَحُ من السينِ. ومن ثمَّ جَزَمَ الجَعْبَرِيّ (٧) اختيارَ قراءةِ الصادِ فيه لأنّها الفُصحى القرشية.
_________
(٥) هو مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروز آبادي، ت ٨١٧ هـ. (الضوء اللامع ١٠ / ٧٩، بغية الوعاة ١ / ٢٧٣، أزهار الرياض ٣ / ٣٨. وينظر: القاموس ١ / ٢٢٦.
(٦) الفاتحة ٦، ٧ وسور أخرى (ينظر: المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم ٤٠٧) .
(٧) إبراهيم بن عمر، عالم بالقراءات، ت ٧٣٢ هـ. (طبقات الشافعية الكبرى ٩ / ٣٩٨، غاية النهاية ١ / ٢١، النجوم الزاهرة ٩ / ٢٩٦) . وينظر: الإقناع في القراءات السبع ٥٩٥، سراج القارئ ٣١، شرح تلخيص الفوائد ١٩.
1 / 24