طبقات الصحابة والتابعين فهذا سابق وهذا مهاجر وذاك أنصاري وهذا بدري وهذا من مسلمة الفتح ثم تأتي طبقات التابعين من بعدهم وكتاب الطبقات الكبرى لابن سعد خير شاهد على ذلك.
نشأة التاريخ عند المسلمين رواية ثم تدوينا وتبويبا أو تصنيفا:
من الثابت عند أئمة المسلمين جميعا أن الرسول عليه الصلاة والسلام قد اتخذ من الصحابة من سموا (كتاب الوحي) كسيدنا علي وسيدنا معاوية وسيدنا عثمان وغيرهم رضي الله عنهم أجمعين.
ومعلوم كذلك أن عددا من الصحابة قد كتبوا جزءا من السنة النبوية في صحف خاصة بهم ولكنها اندثرت ولكن حفظها تلامذتهم من التابعين الكرام ونقلوها إلى من بعدهم.
وللجمع بين أقوال العلماء في معرفة أول من دون الحديث مصنفا مبوبا قالوا: أول من دون مصنفا ومبوبا:
محمد بن إسحاق بالمدينة (توفي 151 ه).
وابن جريج بمكة (150 ه).
وحماد بن سلمة (167 ه) بالبصرة.
ومعمر بن راشد (153 ه) باليمن.
وسفيان الثوري (161 ه) بالكوفة ... إلخ.
والإمام الذهبي رحمه الله يحدد سنة 143 ه كبداية وانطلاقة لتدوين الحديث والتغيير وغيرهما فيقول: فصنف ابن جريج بمكة ومالك بن أنس الموطأ بالمدينة والأوزاعي بالشام وابن أبي عروبة وحماد بن سلمة وغيرهما بالبصرة ومعمر باليمن وسفيان بالكوفة مصنف ابن إسحاق المغازي مصنف أبو حنيفة رحمه الله الفقه والرأي .. إلى أن يقول الذهبي: وقبل هذا العصر كان الأئمة يتكلمون من حفظهم أو يروون العلم من صحف صحيحة غير مرتبة [تذكرة الحفاظ 1/ 259].
ويعلق الأستاذ شاكر مصطفى على هذا المقطع من كلام الحافظ الذهبي فيقول: ويتنبه الذهبي في هذا النص إلى عدد من الحقائق المتصلة بنشأة العلوم
مخ ۹