تخريجنا لروايات تأريخ الطبري وعلى سبيل المثال لا الحصر عند حديثنا عن أسباب انتقال إدارة الخلافة من الأمويين إلى العباسيين فلينظر.
ويكمل الأستاذ عماد الدين شروطه قائلا:
ثانيا: إن العمل التأريخي الجاد بحاجة إلى البناة الذين يملكون الحس النقدي بطبيعة الحال أكثر من النقاد (¬1).
ويشرح الأستاذ عبارته هذه ويقول في آخر شرحه:
باختصار، فإن التوجه أكثر أهمية وجدوى يجب أن يتجاوز الدفاع المتشنج إزاء كل ما طرحه الخصوم حول هذه النقطة أو تلك في مجرى التاريخ الإسلامي صوب أبحاث في تكوين التاريخ والحضارة الإسلامية، نظما وصيرورة، وأعمال بنائية في هذا الجانب أو ذاك، تقدم بذاتها القناعات الموضوعية التي تتهافت عندها مقولات الخصوم (¬2).
ثالثا: تحقيق قدر من التوازن بين دراسة الجوانب السياسية العسكرية وبين فحص الجوانب الحضارية وتحليلها، مع الأخذ بعين الاعتبار ضرورة أن ينظر إلى المعطيات الحضارية باعتبارها أجزاء متفرقة تنتمي إلى كل نظرة أوسع يتضمنها جميعا ويمنحها معنى وهدفا (¬3).
ومن الضروري هنا أن ننقل كلاما قيما للأستاذ عمر عبيد حسنة إذ يقول وهو يتحدث عن التاريخ الإسلامي [ليس هو تأريخ الدولة بأجهزتها المتعددة وإنما هو تأريخ الأمة بشكل عام وعطائها الحضاري على مختلف الأصعدة الثقافية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية والأخلاقية والعلمية. إلخ].
لذلك نقول: إنه من الخطأ المنهجي والموضوعي الاقتصار على تأريخ الحكام والأمراء والخلفاء وتغييب تأريخ المجددين والمصلحين والعلماء العاملين والطوائف التي تحمل الحق وتظهر به وتدافع عنه وتتولى حسبة الأمر بالمعروف
مخ ۴۴