6 - اختتم الطبري عهد كل خليفة بسيرة موجزة عن حياته بعيدا عن الحوليات مع ذكر شيء من حياته الأسرية ومناقبه أو مثالبه.
7 - ولأنه رتب التأريخ بنظام الحوليات فقد أعطى مساحة كافية للخلفاء الذين حكموا عقدين من الزمان كما في حالة سيدنا معاوية وهشام بن عبد الملك فكان دقيقا في هذا التوزيع وإن كان له جانب سلبي فيما يخص مراحل التاريخ بصورة عامة كما سنذكر إلا أنه في هذا الجانب المتعلق بسيرة الخلفاء خاصة أعطى مساحة لكل خليفة يناسب السنين التي حكم فيها بينما نجد مؤرخين كبارا أعطوا مساحة واسعة لخليفة بينما خصصوا مساحة أصغر بكثير لخليفة آخر ولو كان لراشدا! ! !
فالمسعودي مثلا وهو صاحب مروج الذهب (ت 346) خصص أقل من عشرين صفحة لخلافة سيدنا عثمان محشوا بالطعن في عدالة الصحابة بينما استغرق حديثه عن خلافة سيدنا علي أكثر من ثمانين (80) صفحة ومع ذلك قال في نهاية عهد سيدنا علي: وفضائل علي ومقاماته ومناقبه ووصف زهده ونسكه أكثر من أن يأتي عليه كتابنا هذا أو غيره من الكتب أو يبلغه إسهاب مسهب أو إطناب مطنب (¬1).
علما بأن مدة خلافة أمير المؤمنين عثمان رضي الله عنه كانت اثنتي عشرة (12) سنة بينما مدة خلافة أمير المؤمنين علي رضي الله عنه لا تصل إلى نصف هذه المدة لأنه بويع في سنة 35 ه واستشهد في سنة 40 ه أي أقل من نصف المدة التي قضاها في الحكم سيدنا عثمان بينما اختصر المسعودي مدة اثنتي عشرة سنة من حكم خليفة راشد هو عثمان في أقل من عشرين صفحة بينما أعطى مساحة (80) صفحة لعهد سيدنا علي (الخليفة الراشد الرابع) أي أنه اختصر المسافات والسنين ففقد وسطيته وحياده حتى في إعطاء السنين حقها بينما لم يفعل الطبري مثل المسعودي.
8 - استطاع الطبري أن يحشد قصائد وأبيات شعرية من روائع الشعر العربي تضاف إلى الأدلة الأخرى من الرواية الخبرية تقوية لأدلته رحمه الله تعالى ويعتبر كتابه بذلك توثيقا لمئات من الأبيات الشعرية لشعراء فحول أي أنه مزج الأدب مع
مخ ۳۴