مقدمة
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على محمد وعلى أهل بيته الطاهرين، وبعد:
فهذه رسالة تدور حول مفترق الطرق بين الزيدية، وأهل السنة والجماعة، وهي منشأ الإختلاف، ومنها تشعبت مسائل الخلاف، وقد ناقشنا الجلال في بدايتها، وابن الأمير، ثم عممنا البحث بعد بطريقة عادلة.
وحضرنا الشهادة على أحقية المذهب الزيدي، ولم نقبل من الشهود إلا ما أجمعت عليه طوائف الأمة، ودانت بصحته، ووضعنا الصورة الحقيقة لأهل السنة والجماعة، ووضعنا الصحابة في مواضعهم الحقيقية التي وضعهم الله ورسوله فيها، وقشعنا عنهم ذلك الستار الذي وضعه أهل الغلو في قداستهم، وزيفنا الدعاية والتمويه المتعلقة بالصحيحين والتي راجت عبر قرون، وفصلنا باختصار من هم أهل السنة الحقيقيون، ومن هم الروافض، ومن هم القدرية، ومن هم أعداء السنة التاركون لها، ومن هم المقلدون.
ومهدنا الطريق الآمن لمن أراد التخلص من تبعات التفرق والإختلاف، وكشفنا القناع عن الوجه الحقيقي لأهل السنة والجماعة، واستدللنا على ما ادعينا عليهم من صحيح البخاري، وصحيح مسلم.
كما التزمنا في الإستدلال على جميع ما في هذه الأبحاث بما في الصحيحين، ولم نذكر في إستدلالنا من أحاديث الزيدية المروية في كتبهم شيئا، من أجل إقناع المتسننين.
وربما ولعل، فإن كثيرا من الناس إذا توضح له الصواب، وتبين له الحق، انقاد له ولم يتكبر، وكأني بآخرين إذا صدمتهم البراهين القاطعة من الكتاب والسنة يلجئون إلى سلاحهم التقليدي الذي توارثوه عن السلف وهو الشتم والسب، فيكثفون الدعاية والإعلام، مثل: هذه كتب الضلال، وكتب الرفض، وهؤلاء قدرية، يسبون الصحابة، ويسبون زوجات الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، وهذه مذاهب عباد القبور، هؤلاء القبوريون، وما أشبه هذه الدعاية التي ما زلنا نسمعها من بعض من ينتسب إلى أهل السنة والجماعة.
مخ ۱