Sahih Muslim from the Path of Ibn Mahan Compared to Ibn Sufyan
رواية صحيح مسلم من طريق ابن ماهان مقارنة برواية ابن سفيان
ژانرونه
وزارة التعليم العالي والبحث العلمي
جامعة تكريت
كلية التربية
قسم علوم القرآن
رواية صحيح مسلم من طريق ابن ماهان مقارنة برواية ابن سفيان
رسالة ماجستير تقدم بها الطالب:
مصدق أمين عطية الدوري
وهي جزء من متطلبات نيل درجة الماجستير في علوم القرآن / تخصص الحديث النبوي الشريف
إشراف:
أ. د محمد إبراهيم خليل السامرائي
(١٤٣٢ هـ - ٢٠١٠م)
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ﴿يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ﴾ صدق الله العظيم سورة المجادلة، من الآية: ١١ - أ -
قال رسول الله ﷺ: ﴿نَضَّرَ الله عَبْدًا سمع مَقَالَتِي فَوَعَاهَا، ثُمَّ أَدَّاهَا إلى من لم يَسْمَعْهَا، فَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ لَا فِقْهَ له، وَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ إلى من هو أَفْقَهُ منه﴾ مسند الإمام أحمد بن حنبل: (تأليف: أحمد بن حنبل أبي عبد الله الشيباني)، مؤسسة قرطبة - القاهرة، مسند الأنصار، حديث أبي ذر ﵁ الحديث رقم ٢١٦٣٠، ٥/ ١٨٣. - ب -
الإهداء إلى والديَّ العزيزين ... اهدي بحثي هذا - جـ -
شكر وعرفان أوجه شكري وعرفاني إلى كل من ساعدني في توفير الجو المناسب لإنجاح مهمتي في كتابة هذه الدراسة وأبتدؤهم بالمشرف على رسالتي هذه أ. م. د. محمد إبراهيم خليل، وأ. م. د. محمود عيدان احمد في توجيهه السديد في بعض الإجراءات العلمية، والدكتور عمار عبد الرؤوف رئيس قسم علوم القرآن / جامعة الموصل سابقًا. واشكر الدكتور مجيد خليفة والدكتور عبد الرحمن الفقيه والدكتور عبد الرحمن السديس والدكتور عبد المحسن عباد لحصولي على بحوثهم المتميزة في هذا المجال وتضمين بعضها في هذه الدراسة. كما اشكر رئاسة القسم ومقرريته وأخص بالذكر منهم أ. م. د. حاتم جاسم محمد الجميلي والدكتور حسن احمد حسين الجواري للدعم المستمر في إتمام مراحل الدراسة. وأتقدم بشكري للأساتذة والمدرسين والمشايخ ممن علمني حرفًا. وشكري أيضًا من صميم قلبي لزملائي في المرحلة الدراسية لمساعدتهم المستمرة في توفير المصادر العلمية، وأدعو لهم بالموفقية. وأشكر العاملين في مكتبة كلية الشريعة / جامعة تكريت والمكتبة الوقفية المنشورة على شبكة المعلومات الدولية (الانترنيت). وأشكر الأخوة من أبناء بلدتي لمساعدتهم لي وتوفير الدعم العلمي على شبكة المعلومات الدولية (الانترنيت) وهم: المهندس ماجد يعقوب يوسف، والمهندس حامد شاكر مرهج، والأستاذ رائد نزهان عيادة، والسيد هُمام احمد شوقي. سائلًا المولى القدير أن يجعلها في ميزان حسناتهم. مصدق - د -
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ﴿يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ﴾ صدق الله العظيم سورة المجادلة، من الآية: ١١ - أ -
قال رسول الله ﷺ: ﴿نَضَّرَ الله عَبْدًا سمع مَقَالَتِي فَوَعَاهَا، ثُمَّ أَدَّاهَا إلى من لم يَسْمَعْهَا، فَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ لَا فِقْهَ له، وَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ إلى من هو أَفْقَهُ منه﴾ مسند الإمام أحمد بن حنبل: (تأليف: أحمد بن حنبل أبي عبد الله الشيباني)، مؤسسة قرطبة - القاهرة، مسند الأنصار، حديث أبي ذر ﵁ الحديث رقم ٢١٦٣٠، ٥/ ١٨٣. - ب -
الإهداء إلى والديَّ العزيزين ... اهدي بحثي هذا - جـ -
شكر وعرفان أوجه شكري وعرفاني إلى كل من ساعدني في توفير الجو المناسب لإنجاح مهمتي في كتابة هذه الدراسة وأبتدؤهم بالمشرف على رسالتي هذه أ. م. د. محمد إبراهيم خليل، وأ. م. د. محمود عيدان احمد في توجيهه السديد في بعض الإجراءات العلمية، والدكتور عمار عبد الرؤوف رئيس قسم علوم القرآن / جامعة الموصل سابقًا. واشكر الدكتور مجيد خليفة والدكتور عبد الرحمن الفقيه والدكتور عبد الرحمن السديس والدكتور عبد المحسن عباد لحصولي على بحوثهم المتميزة في هذا المجال وتضمين بعضها في هذه الدراسة. كما اشكر رئاسة القسم ومقرريته وأخص بالذكر منهم أ. م. د. حاتم جاسم محمد الجميلي والدكتور حسن احمد حسين الجواري للدعم المستمر في إتمام مراحل الدراسة. وأتقدم بشكري للأساتذة والمدرسين والمشايخ ممن علمني حرفًا. وشكري أيضًا من صميم قلبي لزملائي في المرحلة الدراسية لمساعدتهم المستمرة في توفير المصادر العلمية، وأدعو لهم بالموفقية. وأشكر العاملين في مكتبة كلية الشريعة / جامعة تكريت والمكتبة الوقفية المنشورة على شبكة المعلومات الدولية (الانترنيت). وأشكر الأخوة من أبناء بلدتي لمساعدتهم لي وتوفير الدعم العلمي على شبكة المعلومات الدولية (الانترنيت) وهم: المهندس ماجد يعقوب يوسف، والمهندس حامد شاكر مرهج، والأستاذ رائد نزهان عيادة، والسيد هُمام احمد شوقي. سائلًا المولى القدير أن يجعلها في ميزان حسناتهم. مصدق - د -
ناپیژندل شوی مخ
بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله الطيبين الطاهرين، وصحابته الغر الميامين، وتابعيهم ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
لا يخفى على أحد ما لصحيح مسلم بن الحجاج النيسابوري من أهمية في هذا الدين فهو الحاوي لجملة طيبة من الحديث الصحيح المجرد عن رسول الله - ﷺ ـ.
بنقل العدول الضابطين، وهو الأصل الثاني من الأصول الستة في كتب الحديث التي هي: صحيح البخاري، صحيح مسلم، سنن أبي داود، سنن الترمذي، سنن النسائي، سنن ابن ماجه.
وقد فضله بعض العلماء على صحيح البخاري لما له من حسن ترتيب، وجمع الأحاديث في الباب الواحد، وسهولة البحث عن الحديث في المسألة المعينة.
ودراستي هذه تأتي أهميتها من أهمية هذا الكتاب، فلا أظن أن اثنين يختلفان في صحة ما ورد فيه من أصول، ولهذا فإن هذه الدراسة بعيدة كل البعد عن البحث في التصحيح والتضعيف، وهذا ما وجدناه عند البعض من هاجس في عدم الخوض في دراسة هذا الصحيح؛ ظانين أن موضوعًا كهذا يثير جدلًا، ويفتح بابًا لا يغلق أمام الإنتقادات التي ستوجه إلى هذه الدراسة، لخطورة الموضوع.
إلا أن العلماء قد أغلقوا كل باب من شأنه أن يكون منفذًا للطعن أو الاعتراض على هذا الأصل المتين كالإلزامات والتتبع للدارقطني التي أجاب عنها ابن الصلاح في صيانة صحيح مسلم، وظهر من الإنقطاع ما أجاب عنه الحافظ ابن حجر في تغليق التعليق، وقد نال هذا الكتاب من الشهرة والقبول في البلاد الإسلامية في مشرقها ومغربها، بل حتى البلاد غير الإسلامية درسته دراسة الفاحص المتمهل ليعرفوا ما فيه فما وجدوا فيه من مثلمة، ليصل إلى أن يترجم إلى عدة لغات غير العربية.
1 / 1
ووجد هذا الكتاب من العناية الفائقة من العلماء الذين تناقلوه جيلًا بعد جيل شرقًا وغربًا، إلا أنه حصل فيه إختلاف في أسانيد أحاديثه والمتون من نقلة الآثار من تلاميذ مؤلفه وتلاميذهم، ما جعل العلماء أن ينبهوا على الأخطاء والأوهام التي وقعت فيه، التي بلغت الحصيلةُ ٠١٠،٠ عشرةً بالألف من مجموع أحاديثه، ومع ذلك فلم يغفلوها ونبهوا عليها.
وممن نبه على ذلك علماء المغرب منهم: أبو علي الغساني، والإمام ... المازري، والقاضي عياض، وغيرهم، وحذا حذوهم من أهل المشرق الإمامين النووي والسيوطي.
على أن هذه الأوهام والأخطاء مندفعة وفق هذه الدراسة للأسباب الآتية:
١ - لا يلزم بالضرورة أن يكون للحديث الواحد طريقًا واحدًا، فما وجد في رواية من طريق معين فقد يكون عند الرواية الأخرى من طريق آخر، ويكون قد سمعه الرواة من الشيخ الواحد فيفترق السند إلى أكثر من طريق، وهذا يحصل مع الأقران.
٢ - تعدد مجالس السماع تجعل الشيخ يروي الحديث بأكثر من طريق، حسب ما وجد عنده، ولأكثر من مرة.
٣ - التباس بعض الأسماء ببعض أو الكنى والألقاب في الراوي الواحد أو الرواة الكثر فيختلط.
٤ - ما يحصل من اختلاف في الألفاظ فهو محتمل المعنى إذ ليس من شرط الرواية أن تأتي نصًا.
٥ - يأتي لفظ على الخصوص وآخر على العموم.
٦ - ليس ما وجد مُصَحَّفًا أن يكون فعلًا تصحيفًا.
وأما أسباب البحث في هذه الدراسة فهي:
١ - انتشار الصحيح في العالم الإسلامي وتعدد النسخ فيه، والاختلاف الحاصل في أسانيده ومتونه.
1 / 2
٢ - لئلا يأتي مغرض فيثير جدلًا هذه الخلافات، ويوظفها توظيفًا سيئًا، لينصر رأيه.
٣ - وجدت نفسي في موضع المدافع عن هذا الصحيح، والذب عن السنة المطهرة.
وخطة البحث:
فقد قسمت هذه الدراسة إلى مقدمة وثلاثةِ فصول هي:
الفصل الأول:
التعريف بالإمام مسلم وصحيحه.
وفيه ثلاثةُ مباحث:
المبحث الأول:
التعريف بالإمام مسلم، وفيه ستة مطالب:
المطلب الأول:
اسمه ونسبه وموطنه.
المطلب الثاني:
ولادته ووفاته.
المطلب الثالث:
رحلاته وسماعاته.
المطلب الرابع:
أهم شيوخه.
المطلب الخامس:
آثاره: تلاميذه، ومصنفاته.
المطلب السادس:
مكانته بين العلماء.
المبحث الثاني:
التعريف بصحيح مسلم، وفيه خمسة مطالب:
1 / 3
المطلب الأول:
اسم الكتاب.
المطلب الثاني:
الباعث على تصنيفه، والغرض منه.
المطلب الثالث:
مكان وزمن التصنيف.
المطلب الرابع:
سمات منهجية الصحيح.
المطلب الخامس:
علاقته بصحيح البخاري، والترجيح بينهما.
المبحث الثالث:
العناية بالصحيح، وفيه خمسةُ مطالب:
المطلب الأول:
النسخ المعتمدة المطبوعة.
المطلب الثاني:
رواة النسخ.
المطلب الثالث:
أسانيد النسخ.
المطلب الرابع:
أثر اختلاف النسخ.
المطلب الخامس:
عدد الشروح على صحيح مسلم وأسماؤها ... ومؤلفوها، الشروح التي اعتنت بالروايتين.
الفصل الثاني:
الاختلاف في الأسانيد.
1 / 4
الفصل الثالث:
الاختلاف في المتون.
وخاتمة وأهم النتائج.
منهج البحث:
أ- قمت بجمع الاختلافات بين رواية ابن ماهان وغيرها من الكتب الآتية:
١ - تقييد المهمل وتمييز المشكل لأبي علي الغساني ت ٤٩٨هـ.
٢ - المعلم بفوائد مسلم لأبي عبد الله المازري ت ٥٣٦هـ.
٣ - إكمال المعلم بفوائد مسلم.
٤ - مشارق الأنوار على صحاح الآثار (كلاهما للقاضي عياض ت ٥٤٤هـ).
٥ - شرح النووي على صحيح مسلم للإمام يحيى بن شرف النووي ت ٦٧٦هـ.
٦ - الديباج على صحيح مسلم بن الحجاج للإمام السيوطي ت ٩١١هـ.
ب- رتبت هذه الاختلافات وفق ترتيب صحيح مسلم.
جـ- وفقت بين الروايتين بالجمع بينهما ما أمكن ذلك.
د- ضبطت أسماء الرواة وكناهم وألقابهم وطبقاتهم مستندًا إلى أقوال العلماء الأجلاء فيما دونوه في كتب التراجم والأنساب والإثبات، ومنهجي في تراجم الرواة كالآتي:
١ - ترجمت في الفصل الأول لشيوخ الإمام مسلم، ثم تلاميذه، ثم الرواة عن التلاميذ، وكل ذلك حسب طبقتهم لذلك سوف أحافظ على الترتيب الزمني لكل طبقة.
٢ - وأترجم لكل من الشيوخ والتلاميذ وفق سبع فقرات هي: اسمه، لقبه ... وكنيته، موطنه، سمع من؟، من روى عنه، توثيق الأئمة له، وفاته. لذلك سيجد القاريء الإطالة بعض الشيء.
٣ - وأترجم لمن يقع فيه الخلاف في فصل الأسانيد من الرواة في الروايتين وأستطرد الكلام للوصول إلى الطبقة والمعاصرة واللقاء ما أمكن ذلك لتحديد صواب الرواية الواحدة أو الروايتين.
1 / 5
٤ - وأترجم لأصحاب المؤلفات ممن أحسبه غير معروف للقاريء لذلك سوف لا تظهر في هذه الدراسة الكثير من تراجم المؤلفين لشهرتهم ومحاولة عدم إثقال الحاشية في التراجم لكثرة الأسماء الواردة في هذه الدراسة.
هـ- ضبطت المعنى الدقيق للألفاظ الغريبة، والألفاظ المختلفة المحتملة المعنى ووجهت المعاني بما يتناسب مع مدلولها اللغوي، ومراد العرب منها فيما أطلقتْه وأرادت به غيره، مستندًا بذلك إلى أقوال أهل اللغة وغريب الحديث.
و- التزمت في نقل النصوص عن مؤلفيها، وتصرفت ببعض النصوص فيما وجدته مطولًا، على أن لا يكون مخلًا به.
ز- ضبطت الخطأ والوهم فيما ظهر أن المعنى لا ينطبق مع المدلول اللغوي، وأيدت به القاضي عياض وغيره.
حـ- وظهر من خلال الدراسة أن ليس كل ما قالوا عنه خطأ أو وهم، يكون فعلًا كذلك؛ لما وجدته من سعة المعاني المحتملة التي ينطبق بعضها مع ما وقع للرواة في نسخهم.
ط- وسرت في منهجي هذا على منهج القاضي عياض، والإمام النووي، والحافظ ابن حجر العسقلاني في التصويب والجمع بين الروايتين ما أمكن ذلك.
وقد تظهر رموز في هذه الدراسة ولذلك سأبينها هنا لتشمل جميع الدراسه وهي:
ي - *: للدلالة على انتهاء كلام الباحث من الحديث السابق والبدء بحديث آخر في الصفحة نفسها، وفي حالة البدء بحديث في بداية صفحة لا أضع هذه العلامة.
ك - ما يظهر في هذه الدراسة في كتب التراجم والأطراف من حروف فهي كما معروف عند المحدثين خ: البخاري، م: مسلم، د: أبو داود، ت: الترمذي، س: النسائي، هـ: ابن ماجه وهكذا.
ل - أقواس الآية: ﴿﴾
1 / 6
م - أقواس الحديث: ﴿﴾
ن - أقواس حصر الرواة داخل السند () وكذلك لحصر الأحاديث في شرح الإمام النووي على صحيح مسلم.
س - علامات التنصيص" " لحصر النصوص لما سوى اللآيات والأحاديث.
الدراسات والبحوث السابقة:
لم أجد من الدراسات والبحوث السابقة إلا من كتب كتابات يسيرة، وإشارات بسيطة فيما يتعلق في الفصل الأول من هذه الدراسة، وبعضها قد وفّى بضمونه، والبعض الآخر اقتصر على ذكر جزء مما نحتاج إليه، والمتبقي منه ينفرد به في غير مجال دراستنا، والبعض الآخر أخطأ فيه.
وهذه الدراسات هي:
١ - الإمام مسلم ومنهجه في صحيحه، للدكتور محمد عبد الرحمن طوالبة.
٢ - التعريف بالإمام مسلم وصحيحه، للدكتور عبد الرحمن السديس.
٣ - جهود العلماء برواية صحيح مسلم بالأندلس، للدكتور مجيد خليفة.
٤ - الإمام مسلم وصحيحه، للدكتور عبد المحسن عباد.
٥ - من يأتينا بترجمة هذا الراوي (القلانسي)، وهي إجابات وحوارات على موقع أهل الحديث، للدكتور عبد الرحمن بن عمر الفقيه، وشكل هذا المبحث أسطرا قليلة لا غير.
٦ - إبراهيم بن محمد بن سفيان، للدكتور عبد الله بن محمد حسن.
٧ - ووجدت على شبكة (الإنترنت) مقالة توجه بعض اختلافات المتون، وهي متعلقة برواية ابن الحذاء، فليس من موضوعنا.
٨ - الحديث المعنعن في صحيح مسلم، للدكتور فهمي أحمد عبد الرحمن القزاز، وعقد فصلًا في ترجمة الإمام مسلم.
1 / 7
تمهيد
كان الإمام مسلم واحدًا ممن ألف كتابًا في الحديث الصحيح المجرد إلا أن هذا الكتاب الصحيح وجهت لبعض الأحاديث التي فيه انتقادات، وهذه الانتقادات في كتب العلل والسؤالات، وأخص بالذكر منها الإلزامات والتتبع للدارقطني، وأجاب عنها كثير من العلماء على رأسهم ابن الصلاح في صيانة صحيح مسلم من الإخلال والغلط وحمايته من الإسقاط والسقط، والإمام النووي في شرحه لصحيح مسلم، وظهر من الأنقطاع ما أجاب عنه، الحافظ ابن حجر في تغليق التعليق.
وهناك ظهرت اختلافات راجعة إلى الإختلاف بالنسخ والروايات وهذه لا علاقة لها بهذه الإنتقادات، وإنما في إثبات الرواية وتخطئتها مما طرأ على صحيح مسلم من التلاميذ الذين نقلوا الروايات من المشرق إلى المغرب في التحمل والأداء، وإلا فما معنى أن صحيح مسلم يفضله أهل المغرب على صحيح البخاري؛ لولا ضبطه وإتقانه، وهذا ما سنفصله في موضعه.
وقد وجدنا اختلافات في بعض نسخ أهل المغرب ومنهم ابن ماهان في بعض الأحاديث في الأسانيد والمتون، ولاسيما أن راوي الصحيح (ابن ماهان) ثقة ما يعني وجود أكثر من مجلس للسماع لصحيح مسلم من مؤلفه، فأما ما يتعلق بالسند فهو راجع إلى شرطه بالرواة - الطبقتين الأولى والثانية - اللتين روى عنهما وهذا يجعل تفاوت الحفظ والإتقان بين الرواة، ومن جعل منهم راوٍ بدل آخر يرجع إلى هذا التعليل، أو إلى الخطأ والوهم، أو هو حقيقة مروي من طريقهما وهذا ما وجدناه في كتب الحديث غير كتاب مسلم أيضًا، وأما ما يتعلق بالمتن فهو راجع إلى المعنى المحتمل ولهذا لم نجد في دراستنا هذه خللًا في هذا الكتاب يعرضه للانتقاد ... والحمد لله.
وكان علينا أن نذكر ما وقع من اختلاف في نسخة ابن ماهان حصرًا إلا إننا قد نضطر أن نتكلم عن بعض روايات ابن ماهان مما كان الخلاف من تلامذته إذا كان في الحديث أكثر من خلاف، وبعض الخلافات عن ابن ماهان عن الإمام مسلم مباشرة او كان كل طرق ابن ماهان فارجعنا الخلاف عن ابن ماهان ومما شجعنا
1 / 8
على هذا وجود ما يؤشر ان الرواة عن ابن ماهان هو نفس قول القاضي عياض وعند ابن ماهان ومثاله حديث في كتاب اللباس والزينة، باب تحريم استعمال آنية الذهب والفضة ... (١).
وقد سلكنا منهجًا وسطًا في التوفيق بين الروايتين محتجين بقول الحافظ ابن حجر (٢):
١ - ما تختلف الرواة فيه بالزيادة والنقص من رجال الإسناد فإن أخرج صاحب الصحيح الطريق المزيدة وعلله الناقد بالطريق الناقصة فهو تعليل مردود كما صرح به الدارقطني ...؛ لأن الراوي إن كان سَمِعَهُ فالزيادة لا تضر لأنه قد يكون سمعه بواسطة عن شيخه ثم لقيه فسمعه منه. وأضيف أنا: أو في مجلس آخر لإحتمال السماع في غير مرة.
٢ - ما تختلف الرواة فيه بتغيير رجال بعض الإسناد فالجواب عنه إن أمكن الجمع بأن يكون الحديث عند ذلك الراوي على الوجهين جميعا فأخرجهما المصنف ولم يقتصر على أحدهما حيث يكون المختلفون في ذلك متعادلين في الحفظ ... والعدد ...، وإن أمتنع بأن يكون المختلفون غير متعادلين بل متقاربين في الحفظ والعدد فيخرج المصنف الطريق الراجحة ويعرض عن الطريق المرجوحة أو يشير إليها ...، فالتعليل بجميع ذلك من أجل مجرد الاختلاف غير قادح إذ لا يلزم من مجرد الاختلاف اضطرابًا يوجب الضعف فينبغي الإعراض أيضا عما هذا سبيله، والله أعلم.
٣ - ما تفرد بعض الرواة بزيادة فيه دون من هو أكثر عددا أو أضبط ممن لم يذكرها فهذا لا يؤثر التعليل به إلا إن كانت الزيادة منافيةً بحيث يتعذر الجمع إما إن كانت الزيادة لا منافاة فيها بحيث تكون كالحديث المستقل فلا، اللهم إلا إن وضح
_________
(١) ينظر مشارق الأنوار على صحاح الآثار: (تأليف: القاضي عياض أبي الفضل بن موسى بن عياض اليحصبي ت٥٤٤هـ)، طبع ونشر المكتبة العتيقة - تونس ودار التراث - القاهرة، د. ت ٢/ ٧٨ و٣٢٧.
(٢) هدي الساري مقدمة فتح الباري: (تأليف: ابن حجرالعسقلاني أبي الفضل شهاب الدين أحمد بن علي ت ٨٥٢ هـ)، تحقيق ومراجعة: إبراهيم عطوه عوض، مصطفى البابي الحلبي، ... مصر، ط١، ١٣٨٣هـ - ١٩٦٣م، ٢/ ١٠٦ و١٠٧.
1 / 9
بالدلائل القوية أن تلك الزيادة مدرجة في المتن من كلام بعض رواته فما كان من هذا القسم فهو مؤثر.
٤ - ما حكم فيه بالوهم على بعض رجاله فمنه ما يؤثر ذلك الوهم قدحا ومنه ما لا يؤثر ...
٥ - ما اختلف فيه بتغيير بعض ألفاظ المتن فهذا أكثره لا يترتب عليه قدح؛ لإمكان الجمع في المختلف من ذلك أو الترجيح.
1 / 10
الفصل الأول
التعريف بالإمام مسلم وصحيحه
المبحث الأول
التعريف بالإمام مسلم
وفيه ستة مطالب:
المطلب الأول
اسمه وكنيته
أبو الحسين مسلم بن الحجاج بن مسلم بن ورد بن كوشاذ (١).
نسبه وموطنه
فهو قشيري النسب نيسابوري الموطن، قال ابن الصلاح: القشيري النسب، النيسابوريُّ الدار والموطن، عربيّ صَلِيبة (٢).
اما القشيري: منسوب إلى قشير بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة، ... ينسب إليه جماعة من الصحابة، فمن بعدهم (٣).
وفي اللباب: قبيلة كبيرة ينسب إليها كثير من العلماء منهم ... الإمام أبو الحسين مسلم بن الحجاج القشيريُّ صاحب الصحيح (٤). وقال الكتانيُّ: "نسبة إلى بني قشير
_________
(١) كثير من المصادر ترجمة له، وما ذكرته هو اشمل ترجمة له من حيث ذكر اسمه، نسبه، كنيته، لقبه وهي في: سير أعلام النبلاء: (تأليف: الذهبي أبو عبد الله محمد بن احمد بن عثمان بن قايماز ت٧٤٨هـ)، تحقيق شعيب الارناؤوط، ومحمد نعيم العرقسوسي، مؤسسة الرسالة - بيروت، ط٩، ١٤١٣هـ، ١٢/ ٥٥٧، ووفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان (تأليف: ابن خلكان أبو العباس شمس الدين احمد بن محمد بن أبي بكر ت٨٦١هـ)، تحقيق: إحسان عباس، دار الثقافة، لبنان،٥/ ١٩٤، وغيرهما، ومعنى صليبة: أي خالص النسب أساس البلاغة: (تأليف: الزمخشري محمود بن عمر ت٥٣٨هـ)، مكتبة لبنان، بيروت، ١/ ٢٦٤.
(٢) صيانة صحيح مسلم من الإخلال والغلط وحمايته من الإسقاط والسقط: (تأليف: ابن الصلاح أبي عمرو عثمان بن عبد الرحمن بن عثمان بن موسى الكردي الشهرزوري الشافعي ت٦٤٣هـ)، دراسة وتحقيق: موفق بن عبد الله بن عبد القادر، دار الغرب الإسلامي، ١٤٠٤هـ - ١٩٨٤م، ص٥٦.
(٣) ينظر عجالة المبتدي وفضالة المنتهي في النسب ١/ ٣١.
(٤) اللباب في تهذيب الأنساب: (تأليف: الجزري أبي الحسن علي بن أبي الكرم محمد بن محمد الشيباني ت ٦٣٠هـ)، دار صادر - بيروت، ١٤٠٠هـ - ١٩٨٠م، ٣/ ٣٨.
1 / 12
قبيلة معروفة من قبائل العرب" (١).
وأما النيسابوري: "نسبة إلى نيسابور مدينة مشهورة بخراسان من أحسن مدنها، وأجمعها للعلم والخير" (٢).
ونيسابور: بفتح أوله من أمهات بلاد خراسان، كان المسلمون قد فتحوها في أيام عثمان بن عفان ﵁ سنة ١٣ صلحًا، وقيل: فتحت في أيام عمر ﵁ (٣).
وقال الحاكم: "وكان مسكنه أعلى الزمجار، ومنجزه خان (٤) محمش (٥)، ومعاشه من ضياعة (٦) باستواو" (٧).
_________
(١) الرسالة المستطرفة لبيان مشهور الكتب الستة المصنفة: (تأليف: الكتاني محمد بن جعفر ... ت٣٦٦هـ)، تحقيق: محمد المنتصر محمد الزمزي الكتاني، دار البشائر الإسلامية - بيروت، ط٤،١٤٠٦هـ - ١٩٨٦م، ص١١.
(٢) المصدر السابق ص١١.
(٣) معجم البلدان: (تأليف: الحموي أبي عبد الله ياقوت بن عبد الله الرومي ت ٦٢٦هـ)، دار الفكر - بيروت، د. ط، د. ت، ٢/ ٣٥٠ و٥/ ٣٣١، بتصرف.
(٤) الـ "خان" موضع بأصبهان وهي عجمية في الأصل وهي المنازل التي يسكنها التجار المصدر السابق ٢/ ٣٤١
(٥) محمش اسم رجل ينظرالمصدر السبق ١/ ٣٠٤.
(٦) الضياعة: الحرفة ينظر المصباح المنير في غريب الشرح الكبير: (الرافعي أحمد بن محمد بن علي المقري الفيومي)، المكتبة العلمية - بيروت ٢/ ٣٦٦.
(٧) تلخيص تاريخ نيسابور ص ٣٤.
1 / 13
المطلب الثاني
ولادته ووفاته
١ - ولادته:
اختلفت المصادر في ضبط مولده إلى أربعة أقوال (١)، وحاصلها:
أن ولادته سنة ٢٠١هـ ذكر ذلك الإمام الذهبي، وابن العماد (٢).
وقيل سنة ٢٠٢هـ ذكر ذلك بروكلمان، وسزكين (٣).
وقيل سنة ٢٠٤هـ ذكر ذلك الذهبي في قول آخر، وابن كثير، وابن حجر، وابن تغري بردي، وغيرهم (٤).
وقيل سنة ٢٠٦هـ ذكر ذلك الحاكم وابن الصلاح (٥).
وقال الدكتور طوالبة:"والصحيح - فيما يبدو لي - القول الأخير؛ وأن ولادته
_________
(١) جمعها الدكتور محمد عبد الرحمن طوالبة وردّها إلى مصادرها في كتابه "الإمام مسلم ومنهجه في صحيحه"، وهي رسالة دكتوراه / المرحلة الثالثة، وقد نوقشت بالكلية الزيتونية للشريعة وأصول الدين بالجامعة التونسية بتاريخ ١٩٨٨، ٢٨/ ٦، مطبوع، دار عمار، عمان، ط١، ١٤١٨هـ - ١٩٨٨م، ينظر ص١٥ - ١٦.
(٢) العبر في خبر من غبر: (تأليف: الذهبي أبي عبد الله شمس الدين محمد بن أحمد بن قايماز٧٤٨هـ)، تحقيق: د. صلاح الدين المنجد، مطبعة حكومة الكويت، الكويت، ط ٣، ١٩٨٤، ٢/ ٢٩، وشذرات الذهب في أخبار من ذهب: (تأليف: ابن العماد عبد الحي بن أحمد ابن محمد العكري الحنبلي ت١٠٨٩هـ)، تحقيق: عبد القادر الارناؤوط، ومحمود الارناؤوط، دار ابن كثير، دمشق، ط١، ١٤٠٦هـ ٢/ ١٤٥.
(٣) تاريخ الأدب العربي: (تأليف: كارل بروكلمان)، نقله إلى العربية د. عبد الحليم النجار، نشر برعاية جامعة الدول العربية، المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، دار المعارف، القاهرة، ط٤،١٩٧٧م، ٣/ ١٧٩، وتاريخ التراث العربي: (تأليف فؤاد سزكين)، نقله إلى العربية د. محمود فهمي حجازي، راجعه د. عرفة مصطفى ود. سعيد عبد الرحيم، مطبعة بهمن، قم - إيران، ط٢،١٤٠٣هـ - ١٩٨٣م، ١/ ٢٦٣.
(٤) تذكرة الحفاظ: (تأليف: الذهبي أبي عبد الله شمس الدين محمد بن أحمد بن قايماز ت٧٤٨هـ)، دار الكتب العلمية، بيروت، ط١، ٢/ ٥٨٨. وسير أعلام النبلاء ١٢/ ٥٨٨، والكاشف في معرفة من له رواية بالكتب الستة: (تأليف: الذهبي أبي عبد الله شمس الدين محمد بن أحمد ت٧٤٨هـ)، تحقيق: محمد عوامة، دار القبلة للثقافة الإسلامية، مؤسسة علو - جدة، ط١، ١٤١٣هـ - ١٩٩٢م، ٢/ ٢٥٨، والبداية والنهاية: (تأليف: ابن كثير أبي الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير ت٧٧٤هـ)، مكتبة المعارف - بيروت، ١١/ ٣٤ و٣٥. وتهذيب التهذيب: ... (تأليف: ابن حجر العسقلاني أبو الفضل أحمد بن علي الشافعي ت٨٥٢)، دار الفكر، بيروت، ط١، ١٤٠٤هـ -١٩٨٤م، ١٠/ ١٢٧. والنجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة: (تأليف: ابن تغري بردي أبي المحاسن جمال الدين يوسف الأتابكي ت٨٧٤هـ)، وزارة الثقافة والإرشاد القومي - مصر، ٣/ ٣٣.
(٥) صيانة صحيح مسلم ص٦٤.
1 / 14
كانت سنة ٢٠٦هـ - ٨٢١م في خلافة المأمون؛ لأن أول من ذكر وفاته وتقدير سنّه ابن الأخرم ت ٣٤٤هـ ...، ونقله عنه تلميذه الحاكم، ت ٤٠٥هـ في كتاب علماء الأمصار، وكتاب المزكين لرواة الأخبار" (١).
وقال أيضًا: "ونقل ابن الصلاح ت ٦٤٣هـ، وابن خلكان ت ٦٨١هـ، وقال: إنه تملك من نفس النسخة التي نقل منها شيخه ابن الصلاح، والنووي عن كتاب المزكين لرواة الأخبار، وبه جزم طاش كبري زاده حيث قال: [والصحيح أنه ولد في سنة ست ومائتين] " (٢).
وكل ذلك على تقدير وفاته، ثم إنقاص مدة حياته فيتبين تقدير مولده، وهذا ليس ضابطًا أو فصلًا للمسألة، فمنهم من جعل حياته سبعًا وخمسين سنة، ومنهم من جعلها خمسًا وخمسين سنة.
قال ابن خلكان: "توفي مسلم بن الحجاج عشية يوم الأحد ... لخمس، وقيل لست بقين من شهر رجب الفرد سنة إحدى وستين ومائتين بنيسابور، وعمره خمس وخمسون سنة، هكذا وجدته في بعض الكتب، ولم أر أحدًا من الحفاظ يضبط مولده، ولا تقدير عمره، وأجمعوا أنه ولد بعد المائتين" (٣).
وممن جزم بمولده ابن كثير فقال: "وكان مولده في السنة التي توفي فيها الشافعي، وهي سنة أربع ومائتين، فكان عمره سبعًا وخمسين سنة" (٤).
والأقرب إلى الفصل بالمسألة أن ولادته كانت سنة ٢٠٤هـ أو ٢٠٦هـ، وضابط ذلك قول الذهبي: "وحج في سنة عشرين وهو أمرد" (٥)، فهذا الحدث أقرب تأريخًا من وفاته وكان فيه أمرد: أي لم تظهر عليه علامات البلوغ إذا اعتبرنا سن البلوغ ما بين الرابعة عشرة إلى السادسة عشرة.
_________
(١) الإمام مسلم ومنهجه في صحيحه ص١٦.
(٢) المصدر نفسه.
(٣) وفيات الأعيان ٥/ ١٩٥.
(٤) البداية والنهاية ١١/ ٣٥.
(٥) سير أعلام النبلاء ١٢/ ٥٥٧.
1 / 15
وفاته
وبعد عمر مليء بالعطاء، والرحلة في طلب العلم والتأليف، توفي ﵀ عشية يوم الأحد، ودفن يوم الاثنين لخمس بقين من رجب سنة إحدى وستين ومائتين (١)، وقد اتفقت المصادر على تأريخ وفاته.
المطلب الثالث
رحلاته وسماعاته
رحل الإمام مسلم رحلة طاف بها البلاد، داخل خراسان وخارجها، فمن المدن التي داخل خراسان هي:
١ - الري: سمع بها من محمد بن مهران، وإبراهيم بن موسى الفراء، وأبي غسان محمد بن عمرو زنيج (٢).
٢ - بلخ: قال الذهبي في ترجمة أحمد بن سلمة: "رفيق مسلم في الرحلة إلى بلخ" (٣).
أما خارج خراسان، فرحل إلى بلاد الحرمين، والعراق، ومصر والشام، ففي الحجاز رحل إلى:
١ - مكة: قال الإمام الذهبي: "وحج في سنة عشرين، وهو شاب أمرد، فسمع بمكة من القعنبي، فهو أكبر شيخ له" (٤).
٢ - المدينة: قال ابن الصلاح: [وسمع الإمام مسلم] بالحجاز: سعيد بن منصور، وأبو مصعب الزهري (٥)، وقال الذهبي: "سمع إسماعيل بن أبي أويس" (٦).
وفي العراق رحل إلى ثلاث مدن هي:
١ -
_________
(١) تاريخ بغداد ١٣/ ١٠٣، وتاريخ مدينة دمشق ٥٨/ ٩٥، وغيرهما.
(٢) ينظر تاريخ مدينة دمشق وذكر فضلها وتسمية من حلها من الأماثل وذكر فضلها وتسمية من حلها من الأماثل ٥٨/ ٨٥.
(٣) تذكرة الحفاظ ٢/ ٦٣٧، وينظر معجم البلدان ١/ ٣٤٧ قال ياقوت: "وبلخ من أجل مدن خراسان".
(٤) سير أعلام النبلاء ١٢/ ٥٥٨.
(٥) صيانة صحيح مسلم ص٥٨.
(٦) تذكرة الحفاظ ١/ ٤٠٩.
1 / 16
بغداد: قال ابن أبي يعلى: "قدم [أي الإمام مسلم] بغداد غير مرة، وحدث ... بها، فروى عنه أهلها، يحيى بن صاعد، ومحمد بن مخلد، وآخر قدومه بغداد كان سنة تسع وخمسين ومائتين" (١).
٢ - الكوفة: قال الذهبي: "وسمع بالكوفة من أحمد بن يونس، وجماعة" (٢).
٣ - البصرة: رحل إليها مع رفيقه بالرحلة أحمد بن سلمة (٣).
ورحل إلى مصر قال ابن عساكر: إنه سمع "من محمد بن رمح، وعيسى ابن حماد، وعمرو بن سواد وحرملة، وهارون بن سعيد الأيلي، ومحمد بن سلمة المرادي " (٤).
وقال الذهبي نقلًا عن الحاكم: "حدثنا أبو بكر محمد بن علي النجار" سمعت إبراهيم بن أبي طالب بقول: قلت لمسلم: قد أكثرت في الصحيح عن أحمد بن عبد الرحمن الوهبي، وحاله قد ظهر فقال: "إنما نقموا عليه بعد خروجي من مصر" (٥).
الشام: قال ابن عساكر: "وسمع بدمشق محمد بن خالد السكسكي، وكتب عنه في حديث الوليد بن مسلم" (٦).
ولم يرتضِ الإمام الذهبي ما قاله ابن عساكر كونه رحل إلى دمشق بناءً على سماعه من محمد بن خالد السكسكي فقط، والظاهر أنه لقيه في الموسم، وقال: "فلم يكن مسلم ليدخل دمشق فلا يسمع إلا من شيخ واحد"!، والله أعلم.
وقال الدكتور محمد عبد الرحمن طوالبة: قلت: "وليس بمستغرب، ولا مستنكر في عرف المحدثين أن يدخل مسلم دمشق ليسمع من شيخ واحد، فهذا كتاب الخطيب البغدادي" الرحلة في طلب الحديث طافح برحلات العلماء الذين رحلوا من أجل سماع الحديث الواحد، أو السماع من الشيخ الواحد" (٧).
_________
(١) طبقات الحنابلة: (تأليف: ابن أبي يعلى أبو الحسين محمد بن محمد الفراء ت٥٢٦هـ)، تحقيق: محمد حامد الفقي، دار المعرفة - بيروت، ١/ ٣٣٧.
(٢) سير أعلام النبلاء ١٢/ ٥٥٨.
(٣) تذكرة الحفاظ ٢/ ٦٣٧.
(٤) تاريخ مدينة دمشق ٥٨/ ٨٥.
(٥) سير أعلام النبلاء ١٢/ ٥٦٨.
(٦) تاريخ مدينة دمشق ٥٨/ ٨٥.
(٧) الإمام مسلم ومنهجه في صحيحه ص٣٢، وفيه تفصيل المسألة.
1 / 17
المطلب الرابع
أهم شيوخه
لا أرى شيخًا من شيوخ مسلم ليس مهمًا، إلا أني سأذكر مَن أكثر الرواية عنهم في صحيحه، ولاسيما أنه يشارك البخاري فيهم (١)، وهم:
١ - أبو بكر بن أبي شيبة روى له ١٤٥٠ حديثًا.
٢ - زهير بن حرب أبو خيثمة روى له ١٢٨١ حديثًا.
٣ - محمد بن المثنى الملقب بالزمٍن روى له ٧٧٢ حديثًا.
٤ - يحيى بن يحيى بن بكر النيسابوري روى له ٦٨٩ حديثًا.
٥ - قتيبة بن سعيد روى له ٦٦٨ حديثًا.
٦ - محمد بن عبد الله بن نمير روى له ٥٧٣ حديثًا.
٧ - أبو كريب محمد بن العلاء بن كريب روى له ٥٥٦ حديثًا.
٨ - محمد بن يشار الملقب بندار روى له ٤٦٠ حديثًا.
٩ - إسحاق بن راهويه روى له ٣٨٧ حديثًا.
١٠ - محمد بن رافع النيسابوري روى له ٣٦٢ حديثًا.
١١ - محمد بن حاتم الملقب بالسمين روى له ٣٠٠ حديث.
١٢ - علي بن حجر السعدي روى له ١٨٨ حديثًا.
١٣ - عمرو الناقد روى له ١٦٦ حديثًا.
وهذه تراجمهم:
_________
(١) الإمام مسلم وصحيحه بحث كتبه الشيخ عبد المحسن عباد، المدرس بكلية الشريعة بالجامعة الإسلامية، موقع جمعية الدعوة إلى القرآن والسنة بمراكش - المغرب، تاريخ الدخول إلى الموقع الأربعاء ٣٠ ربيع الثاني ١٤٢٩هـ، ٧/مايس/٢٠٠٨م، وقد رتب مرويات عشر شيوخ وهذا الترتيب وفق أكثر إلى أقل من روى له الإمام مسلم، إلا أن الدكتور محمود عيدان أحمد أستاذ الحديث المساعد في كلية الشريعة نبهني إلى أنني أهملت تراجم يحيى بن يحيى، وإسحاق ابن راهويه، وعمرو الناقد، وهؤلاء روى لهم الإمام مسلم في صحيحه كثيرًا، فرأيت من المناسب أن أدخلهم ضمن هؤلاء الشيوخ وفق نفس الترتيب، وجزاه الله خيرًا.
1 / 18
أبو بكر بن أبي شيبة (١):
عبد الله بن محمد بن القاضي أبي شيبة إبراهيم بن عثمان بن خواستي الإمام العلم سيد الحفاظ، وصاحب الكتب الكبار: المسند، والمصنف، والتفسير، أبو العبسي مولاهم الكوفي، الواسطي الأصل (٢)، ومن أقران أحمد بن حنبل، وإسحاق بن راهويه، وعلي بن المديني، في السن والمولد والحفظ. من الطبقة العاشرة، سمع من عبد الأعلى بن عبد الأعلى، ووكيع بن الجراح، ويحيى القطان ... وغيرهم، حدث عنه الشيخان، وأبو داود، وأبن ماجه، وروى النسائي عن أصحابه، ولا شيء له في جامع أبي عيسى الترمذي قال العجلي: كان أبو بكر ثقة حافظًا للحديث، توفي سنة ٢٣٥.
زهير بن حرب (٣):
زهير بن حرب بن شداد الحرشي أبو خيثمة النسائي، نزيل بغداد، مولى بني الحريش بن كعب، وكان اسم جده أشتال، فعرب شدادًا.
روى عن ابن عيينة، وحفص بن غياث، وجرير بن عبد الحميد، وابن علية، وعبد الله بن نمير، وعبد الرزاق وغيرهم، وعنه البخاري ومسلم وأبو داود وابن ماجة، روى له النسائي بواسطة أحمد بن علي بن سعيد المروزي، وابنه أبو بكر بن أبي خيثمة، وأبو زرعة، وأبو حاتم، وبقي بن مخلد، وإبراهيم الحربي، وموسى بن هارون، وابن أبي الدنيا. قال أبو بكر الخطيب: كان ثقة ثبتًا حافظًا متقنًا، وقال الذهبي: "أحد أعلام الحديث" (٤) قال ابنه أبو بكر: ولد أبي سنة ١٦٠ ومات ليلة الخميس لسبع خلون من شعبان، وهو ابن ٧٤، أي سنة ٢٣٤ (٥).
_________
(١) سير أعلام النبلاء ١١/ ١٢٣ و١٢٤.
(٢) تقريب التهذيب: (تأليف: ابن حجرالعسقلاني أبو الفضل أحمد بن علي الشافعي ت٨٥٢هـ)، تحقيق: محمد عوامة، دار الرشيد، سوريا، ط١، ١٤٠٦هـ - ١٩٨٦م، ١/ ٣٢٠.
(٣) تهذيب التهذيب: (تأليف: ابن حجر أبو الفضل أحمد بن علي العسقلاني الشافعي ت٨٥٢)، دار الفكر، بيروت، ط ١، ١٤٠٤ هـ ١٩٨٤م،٣/ ٢٩٦.
(٤) سير أعلام النبلاء ١١/ ٤٨٩.
(٥) التجريح والتعديل لمن خرج له البخاري في الجامع الصحيح: (تأليف: سليمان بن خلف بن سعد أبو الوليد الباجي ت٤٧٤هـ)، تحقيق: د. أبو لبابة حسين، دار اللواء للنشر والتوزيع، الرياض، ط١، ١٤٠٦هـ - ١٩٨٦م، ٢/ ٥٩٤.
1 / 19
محمد بن المثنى (١):
محمد بن المثنى بن عبيد بن قيس بن دينار العنزي أبو موسى البصري المعروف بالزمن، قال الذهبي: "الحافظ، الحجة، محدث العصر" (٢)، وقال ابن حجر: "ثقة ثبت من العاشرة" (٣)، روى عن عبد الله بن إدريس، وأبي معاوية، وأبي النعمان العجلي، وابن نمير، وابن مهدي، والقطان، وغيرهم. روى عنه الجماعة، ومسلم سبعمائة واثنين وسبعين حديثًا!.
وقال ابن حبان: "كان صاحب كتاب لا يحدث إلا من كتابه" (٤). مات سنة ٢٥٢.
يحيى بن يحيى:
يحيى بن يحيى بن بكر التميمي النيسابوري أبو زكريا أحد الأعلام، عن مالك وزهير بن معاوية، وعنه البخاري ومسلم وداود بن الحسين البيهقي قال أحمد: ما أخرجت خراسان بعد بن المبارك مثله، وقال بن راهويه: ما رأيت مثله ولا رأى مثل نفسه مات ٢٢٦، ثبت فقيه صاحب حديث وليس بالمكثر جدا خ م ت س.
روى له البخاري ٦ أحاديث ومسلم ٦٨٩ حديثًا (٥).
قتيبة بن سعيد (٦):
قتيبة بن سعيد بن جميل بن طريف بن عبد الله الثقفي، أبو رجاء البلخيُّ البغلانيُّ، وبغلان قرية من قرى بلخ، قال أبو أحمد بن عدي: اسمه يحيى بن سعيد، وقتيبة لقب، وقال عبد الله بن منده: اسمه علي.
روى عن مالك، والليث، وابن لهيعة ... وغيرهم، روى عنه الجماعة سوى ابن ماجه، فروايته عنه بواسطة.
_________
(١) تهذيب التهذيب ٩/ ٣٧٧.
(٢) تذكرة الحفاظ ٢/ ٥١٢.
(٣) تقريب التهذيب ١/ ٥٠٥.
(٤) الثقات ٩/ ١١١.
(٥) الكاشف ٢/ ٣٧٨، وينظر الصحيحين من غير حصر.
(٦) تهذيب الكمال: (تأليف: أبو الحجاج يوسف بن الزكي عبد الرحمن المزي ت٧٤٢هـ)، تحقيق: د. بشار عواد معروف، مؤسسة الرسالة - بيروت، ط١، ١٤٠٠هـ - ١٩٨٠م، ٢٣/ ٥٢٣ و٥٢٧ و٥٢٩ و٥٣٠.
1 / 20