Sahih al-Targhib wal-Tarhib
صحيح الترغيب والترهيب
خپرندوی
مكتبة المعارف للنشر والتوزيع
د ایډیشن شمېره
الأولى
د چاپ کال
١٤٢١ هـ - ٢٠٠٠ م
د خپرونکي ځای
الرياض
ژانرونه
١٧٧ - (٣) [صحيح] وعنه؛ أن رسول الله ﷺ أتى المقبرة (^١) فقال:
"السلامُ عليكم دارَ قومٍ مؤْمنين، وإنا إنْ شاءَ اللهُ بكم عن قريبٍ لاحقون، وددْتُ أَنّا قد رأينا إخوانَنا".
قالوا: أوَلَسْنَا إخوانَكَ يا رسولَ الله؟ قال:
"أنتم أصحابي، وإخوانُنا الذين لَم يأتوا بعدُ".
قالوا: كيف تَعرِفُ من لم يأتِ بعدُ مِن أمَّتكَ يا رسولَ الله؟ قال:
"أرأَيتَ لو أنّ رجلًا له خيلٌ غُرٌّ مُحَجَّلة، بين ظَهرَيْ خَيلٍ دُهْمٍ (^٢) بُهمٍ، ألا يَعرِفُ خَيلَه؟ ".
قالوا: بلى يا رسولَ الله! قال:
"فإِنّهم يأتونَ غُرًّا مُحَجَّلِين مِن الوُضوءِ، وأنا فرَطُهم على الحوضِ".
رواه مسلم وغيره.
١٧٨ - (٤) [حسن صحيح] وعن زِرٍّ عن عبد الله ﵁؛ أنّهم قالوا:
يا رسولَ الله! كيفَ تَعرفُ مَن لَمْ تَرَ مِن أمّتك؟ قال:
"غُرٌّ مُحَجَّلون بُلْقٌ (^٣) من آثارِ الوُضوءِ".
(^١) (المقبرة) فيها ثلاث لغات: ضم الباء وفتحها وكسرها، والكسر قليل.
و(دار قوم) هذا نصب على الاختصاص أو النداء المضاف، والأول أظهر.
وقوله ﷺ: "وإنا إنْ شاء الله بكم عن قريب لاحقون"، أتى بالاستثناء مع أنّ الموت لا شك فيه؛ وليس للشك.
وقوله: (وددت) فيه جواز التمنّي لا سيّما في الخير ولقاء الفضلاء وأهل الصلاح.
وقوله: (أنتم أصحابي) ليس نفيًا لإخوّتهم، ولكن ذكر مزيّتهم الزائدة بالصحبة، فهؤلاء إخوة صحابة، والذين لم يأتوا إخوة ليسوا بصحابة، كما قال تعالى: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ﴾، وقوله: (بين ظهرَي) فمعناه بينهما، وهو بفتح الظاء وإسكان الهاء.
(^٢) جمع أدهم، وهو الأسود.
و(البهم) قيل: السود أيضًا، وقيل: (البهم): الذي لا يخالط لونه لونًا سواه، سواء كان أسود أو أبيض أو أحمر، بل يكون لونه خالصًا. والله أعلم.
(^٣) جمع أبلق، و(البَلق): سواد وبياض.
1 / 187