Sahih Al-Seerah Al-Nabawiyyah by Al-Ali
صحيح السيرة النبوية للعلي
خپرندوی
دار النفائس للنشر والتوزيع
د ایډیشن شمېره
الأولى
د چاپ کال
١٤١٥ هـ - ١٩٩٥ م
د خپرونکي ځای
الأردن
ژانرونه
٢٥ - وقد جاء من حديث أنس ﵁ باختصار أكثر فقال: "إن رسول الله ﷺ أتاه جبريل ﷺ وهو يلعب مع الغلمان، فأخذه فصرعه فشقَّ عن قلبه، فاستخرج القلب، فاستخرج منه علقة، فقال: هذا حظُّ الشيطان منك، ثم غسله في طست من ذهب بماء زمزم، ثم لأمه، ثم أعاده في مكانه، وجاء الغلمان يسعون إلى أمه "يعني ظئره" فقالوا: إن محمدًا قد قتل، فاستقبلوه، وهو منتقع اللون". قال أنس: "وقد كنت أرى أثر ذلك المخيط في صدره" (١).
وقد حدثت أيضًا حادثة شقِّ الصدر مرة أخرى في رحلة الإسراء والمعراج، وسيأتي تفصيلها هناك فانظرها.
المبحث الرابع: وفاة أمه ﵇ وزيارته قبرها بعد البعثة
٢٦ - قال ابن إسحاق: حدثني عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم: "أنَّ أم رسول الله ﷺ توفيت وهو ابن ست سنين بالأبواء بين مكة والمدينة. كانت قد قدمت به على أخواله من بني عدي بن النجار تزيره إياهم، فماتت وهي راجعة به إلى مكة" (٢).
٢٧ - من حديث أبي هريرة ﵁ قال: "زار النبي ﷺ قبر أمه، فبكى وأبكى من حوله، فقال: استأذنت ربي في أن أستغفر لها فلم يؤذن لي، واستأذنته في أن أزور قبرها فأذن لي، فزوروا القبور، فإنها تذكر الموت" (٣).
_________
= وقال الحاكم: حديث صحيح على شرط مسلم، وأقره الذهبي. وقال الهيثمي في المجمع: ٨/ ٢٢٢ إسناد أحمد حسن، وللحديث شواهد سبق ذكرها تحت رقمي: ١١ - ١٢، فالحديث صحيح.
(١) رواه مسلم في كتاب الإيمان، باب الإسراء برسول الله ﷺ رقم: ٢٦١، أحمد في المسند:٣/ ١٢١، ١٤٩، ٢٢٨، والحاكم في المستدرك: ٢/ ١١٦ - ١١٧، والبيهقي في الدلائل: ٢/ ٧ - ٨، والدارمي في المقدمة، باب كيف كان أول شأن النبي: ١/ ٨ - ٩.
ومعنى منتفع اللون: متغير اللون. والمخيط: الإبرة. لأمه: جمعه، وضم بعضه إلى بعض.
(٢) ابن هشام في السيرة: ١/ ١٦٨، عن ابن إسحاق، ورجاله ثقات، وقد صرح ابن إسحاق بالتحديث، فزالت شبهة تدليسه، ابن كثير: ١/ ٢٣٥.
(٣) رواه مسلم في الصحيح، كتاب الجنائز، باب استئذان النبي ﷺ ربه ﷿ في زبارة قبر أمه الحديث رقم: ٩٧٦، ٢/ ٦٧١.
1 / 41