19

Sahih Al-Athar wa Jameel Al-Ibar min Seerat Khair Al-Bashar ﷺ

صحيح الأثر وجميل العبر من سيرة خير البشر ﷺ

خپرندوی

مكتبة روائع المملكة

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤٣١ هـ - ٢٠١٠ م

د خپرونکي ځای

جدة

ژانرونه

الأرض مسلمين لله رب العالمين فإِن آدم أبا البشر ﵊ "نبي مكلم (١) " واستمرت ذريته عشرة قرون كلهم على التوحيد، كما ثبت بذلك الخبر عن ابن عباس ﵄ (٢). ثم لما وقع الانحراف في التوحيد وظهر الشرك في البشرية، بعث الله نوحًا ﵊ ليجدد معالم التوحيد، ويعيد المشركين إِلى الحق، ثم تتابعت الرسل والأنبياء يدعون إلى عبادة الله وحده واجتناب الطاغوت كما قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ﴾ (٣) فأصل الدين واحد، وهو التوحيد الذي هو إِفراد الله بالعبادة، أما الشرائع فهي متنوعة كما قال ﵊ "أنا أولى الأنبياء بعيسى بن مريم في الأولى والآخرة، والأنبياء إِخوة من عَلّات، أمهاتهم شتى، ودينهم واحد، وليس بيننا نبي" (٤) ومنذ وقوع الشرك في القوم الذين بُعث إِليهم نوح ﵊ انقسمت البشرية من حيث العقيدة إِلى أمتين اثنتين: - أمة مسلمة مُوحِّدة. - أمة كافرة مُشْرِكة. وكل الذين صَدّقوا الرسل واتبعوهم من آدم ﵊ إِلى محمَّد ﷺ

(١) الخطيب التبريزي، مشكاة المصابيح ٣/ ١٢٧٥ ح رقم ٥٧٣٧ وقال رواه أحمد. وصححه الشيخ الألباني في تعليقه على الشكاة. (٢) رواه ابن جرير في التفسير ٤/ ٢٧٥ والحاكم في المستدرك ٢/ ٥٤٦ وصححه، وانظر تفسير ابن كثير عند قوله تعالى: ﴿كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ﴾ (١/ ٣٦٤). (٣) سورة النحل، آية ٣٦. (٤) صحيح البخاري، كتاب أحاديث الأنبياء، ح رقم ٣٤٤٣ والإِخوة من عَلاّت: هم أبناء الرجل الواحد من نساء شتى.

1 / 20