181

الصاحبي په فقه اللغه

الصاحبي في فقه اللغة

خپرندوی

محمد علي بيضون

د ایډیشن شمېره

الطبعة الأولى ١٤١٨هـ

د چاپ کال

١٩٩٧م

فلا وأبيكِ ابنةَ العامريّ ... لا يدَّعي القومُ أنّي أفِرْ
تَمِيمُ بنُ مُرٍّ وأشياعُها ... وكِنْدةُ حَوْلي جميعًا صُبُرْ
معناه: لا يدَّعي القوم تميمٌ وأشياعها أنّي أفِرْ وكِندةُ حولي.
باب التقديم والتأخير:
من سُنن العرب تقديمُ الكلام وهو في المعنى مُؤخّر، وتَأخِيرُهُ وهو في المعنى مُقَدَّم. كقول ذي الرُّمّة١:
ما بالُ عينِكَ منها الماءُ يَنْسكبُ
أراد: ما بالك عينك ينسكب منها الماء. وقد جاء مثلُ ذلك في القرآن قال الله جلّ ثناؤه: ﴿وَلَوْ تَرَى إِذْ فَزِعُوا فَلَا فَوْتَ وَأُخِذُوا مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ﴾ ٢ تأويله والله أعلم: ولو ترى إذ فزعوا وأخِذوا من مكان قريب فلا فوتَ
لأنّ لا فوت يكون بعد الأخذ.
ومن ذلك قوله جلّ ثناؤه: ﴿هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ﴾ ٤ يعني القيامَة ﴿وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ﴾ ٤ وذلك يوم القيامَة ثم قال: ﴿عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌُ﴾ ٥ والنَّصَبُ والعملُ يكونان في الدنيا، فكأنه إذًا على التقديم والتأخير معناه: وجوهٌ عاملة ناصبَةٌ في الدنيا، يومئذ -أي يومَ القيامة- خاشِعة. والدليل على هذا قوله جلّ اسمه: ﴿وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاعِمَةٌ﴾ ٦.
ومنه قوله جلّ ثناؤه: ﴿فَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا﴾ ٧ المعنى: لا تُعجبْك أموالهم ولا أولادهم في الحياة الدنيا. وكذلك قوله جلّ ثناؤه: ﴿فَأَلْقِهِ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانْظُرْ مَاذَا

١ ديوان ذي الرمة: ١٠.
٢ سورة سبأ، الآية: ٥١.
٣ سورة الغاشية، الآية: ١.
٤ سورة الغاشية، الآية: ٢.
٥ سورة الغاشية، الآية: ٣.
٦ سورة الغاشية، الآية: ٨.
٧ سورة التوبة، الآية: ٥٥.

1 / 189