لقبر ثوي بين اللوى فالدكادك
فقلت له: إن الشجا يبعث الشجا
فدعني فهذا كله قبر مالك
وكم من ملحودة زلج جوانبها قفر بلي رميمها ولم تبق حتى صفائحها وجنادلها، فرب شهيد حرية وسد في التراب. قف بحيث تشاء وسلم على تلك الأرمام، يكن رجع صداك جوابها. فلا تحلن عرى عزماتك صيحات لا تلبث أن تضيع. أعوذ بالله أن تحسب الشحم ورما، وأن تكون على غير ما ترضى به أمتك.
هذا خطابي وأنا لا أصدق ما يعزى إليك ولا يصدقه غيري من عقلاء هذه الأمة. فانظر ما أنت مختار لنفسك. ولئن صح - ولن يصح - ما زعموا فإن لي صوتا يدركك في منعرجات الأحقاف وبين عاليات القصور، وأقول يومئذ:
ومن لم يذد عن حوضه بسلاحه
يهدم ومن لم يظلم الناس يظلم
عفا الله عني ذنب هذه السطور، ولولا وال عثماني ما خططتها. كلمات انتقيتها من بين أخواتها لأجعلها قلائد منظومة تتغنى بها العذارى في خدورهن. ولكن يضطر الحر أن يستهين بغوالي مذخوراته صونا لمجد وطنه.
الإسراف الإسراف
أمس أرهفت الشفار وشمر الجازرون عن سواعدهم، وجيء بالأضاحي التي أسمنها مقتنوها، وطلوا فراءها بالحناء وبالورس، وفيها من موهوا بالذهب قرونها ودهنوا بالزعفران آذانها. فأكب أهل الصناعة على صناعتهم، فمن مكبر ذابح، ومن نافخ ضارب، ومن سالخ جاذب، ومن مقطع ناصب، وعلى أبواب البيوت الأقيال وأبناء الأقيال من الساسانيين وقوفا صفوفا أو جثما قعودا، يراقبون من كل باب مصراعه، وكأن البدر سيطلع عليهم في موكبه السماوي، أو كأن سينجاب غشاء الأبصار فتبدوا من ورائه القسم.
ناپیژندل شوی مخ