أول جريدة عربية
زعم كثيرون ممن كتبوا في تاريخ الصحافة والثقافة في العالم العربي أن أول جريدة عربية ظهرت في بلاد العروبة هي جريدة «التنبيه» التي أصدرها الجنرال الفرنسي جاك منو، في حملة بونابرت على مصر، حتى قام الدكتور إبراهيم عبده صاحب المؤلفات في تاريخ الصحافة المصرية، فتوصل في أبحاثه إلى أن جريدة التنبيه هذه لم تبرز إلى عالم الوجود وإن صدر المرسوم بإنشائها، وأعدت المعدات لها وعين محرروها ومديروها.
2
لهذا تبقى اليد في إنشاء أول جريدة عربية لمحمد علي باشا في إيجاده الوقائع المصرية سنة 1828. أما في العراق فالثابت أن الوالي مدحت باشا هو مؤسس أول مطبعة بالحروف في بغداد ومنشئ أول جريدة باسم «الزوراء» سنة 1869. وقد ظلت الجريدة الرسمية لولاية بغداد إلى يوم احتل الجيش البريطاني بلد الرشيد سنة 1917 في خلال الحرب العالمية الأولى.
غير أن باحثا عراقيا هو رزوق عيسى، صاحب مجلة «المؤرخ» كتب مقالة في مجلة «النجم»
3
الموصلية، تعليقا على ما ورد في «تاريخ الصحابة العربية» في مجلده الرابع الذي ألمعت إليه من أن جريدة «الزوراء» أول جريدة عراقية ورد فيها قوله:
بيد أنه وردت في بعض أسفار رحالي الإفرنج ومنهم الإنجليز تلميحات وإشارات إلى أن أول صحيفة ظهرت في بغداد كانت تعرف باسم «جرنال العراق»، أنشأها داود باشا الكرجي - الوالي الشهير - عندما تسلم منصب الولاية سنة 1816، وكانت تطبع في مطبعة حجرية وتنشر في اللغتين العربية والتركية، وتذاع فيها وقائع القبائل، وأنباء القطر العراقي وأخبار الدولة العثمانية، وقوانين البلاد وأوامر الوالي ونواهيه، والإصلاحات الواجب إجراؤها، وأسماء الموظفين، مع غيرها من الحوادث الخارجية، وكانت توزع على قواد الجيش وكبار الموظفين وأعيان المدينة وأشرافها، وتعلق منها نسخ على جدران دار الإمارة ليطلع عليها من يهمه الوقوف على أخبار الدولة وتقدمها. هذا ما عثرت عليه في كتب الرحالين، ومنهم غروفس وفريزر وتيلر. وزاد عليهم سجل ألبوت المخطوط وحشر معهم أسفار رتش وبكنكهام وبورتر وروسو.
فإذا صح هذا النبأ الذي يفتقر إلى كثير من التحقيق والبرهنة، يكون العراق قد سبق مصر في تاريخ الصحافة العربية. وإن كان ناقل هذه الرواية لم يشر إلى مؤلف بالذات واسم كتابه ورقم الصفحة التي ورد فيها هذا الحادث الصحفي.
الصحافة قبل الدستور في العهد العثماني
ناپیژندل شوی مخ