160

صفوة التفاسير

صفوة التفاسير

خپرندوی

دار الصابوني للطباعة والنشر والتوزيع

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤١٧ هـ - ١٩٩٧ م

د خپرونکي ځای

القاهرة

ژانرونه

المنَاسَبَة: لما بيّن تعالى أن محبته لا تتم إِلا بمتابعة الرسل وطاعتهم، بيّن علوَّ درجات الرسل وشرف مناصبهم، فبدأ بآدم أولهم، وثنَّى بنوح أبي البشر الثاني، ثم أتى ثالثًا بآل إِبراهيم فاندرج فيهم رسول الله ﷺ َ لأنه من ولد إِسماعيل، ثم أتى رابعًا بآل عمران فاندرج فيه عيسى ﵇، وأعقب ذلك بذكر ثلاث قصص: قصة ولادة مريم، وقصة ولادة يحيى، وقصة ولادة عيسى، وكلها خوارق للعادة تدل على قدرة العلي القدير.
اللغَة: ﴿اصطفى﴾ اختار وأصله من الصفوة أي جعلهم صفوة خلقه ﴿مُحَرَّرًا﴾ مأخوذ من الحرية وهو الذي يُجعل حرًا خالصًا، والمراد الخالص لله ﷿ الذي لا يشوبه شيء من أمر الدنيا ﴿أُعِيذُهَا﴾ عاذ بكذا: اعتصم به ﴿كَفَّلَهَا﴾ الكفالة: الضمان يقال كفَلَ فهو كافل، وهو الذي ينفق على إِنسانٍ ويهتم بمصالحة وفي الحديث «أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين» ﴿المحراب﴾ الموضع العالي الشريف: قال أبو عبيدة: سيد المجالس وأشرفها ومقدمها وكذلك هو من المسجد ﴿حَصُورًا﴾ من الحصر وهو الحبس، وهو الذي يحبس نفسه عن الشهوات، وللمفسرين في معناه قولان نختار منهما ما اختاره المحققون: أنه الذي لا يأتي النساء لا لعجزٍ بل للعفة ﴿عَاقِرٌ﴾ عقيم لا تلد والعاقر من لا يولد له من رجلٍ أو امرأة ﴿رَمْزًا﴾ الرمز: الإِشارة باليد أو بالرأس أو بغيرهما قال الطبري: الإِيماء بالشفتين وقد يستعمل في الحاجبين والعينين ﴿العشي﴾ من حين زوال الشمس إلى غروبها ﴿الإبكار﴾ من طلوع الشمس إلى وقت الضحى قال الشاعر:
فلا الظلُّ من برد الضحى تستطيعه ... ولا الفيء من برد العشيّ تذوق
التفسِير: ﴿إِنَّ الله اصطفىءَادَمَ﴾ أي اختار للنبوة صفوة خلقه منهم آدم أبو البشر ﴿وَنُوحًا﴾ شيخ المرسلين ﴿وَآلَ إِبْرَاهِيمَ﴾ أي عشيرته وذوي قرباه وهم إِسماعيل وإِسحاق والأنبياء من أولادهما ومن جملتهم خاتم المرسلين ﴿وَآلَ عِمْرَان﴾ أي أهل عمران ومنهم عيسى بن مريم خاتم أنبياء بني إِسرائيل ﴿عَلَى العالمين﴾ أي عالمي زمانهم قال القرطبي: وخصَّ هؤلاء بالذكر من بين الأنبياء لأن الأنبياء والرسل جميعًا من نسلهم ﴿ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ﴾ أي اصطفاهم متجانسين في الدين والتُّقى والصلاح ﴿والله سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾ أي سميع لأقوال العباد عليم بضمائرهم ﴿إِذْ قَالَتِ امرأت عِمْرَانَ﴾ أي اذكر لهم وقت قول امرأة عمران واسمها «حنَّة بنت فاقود» ﴿رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي﴾ أي نذرت لعبادتك وطاعتك ما أحمله في بطني ﴿مُحَرَّرًا﴾ أي مخلصًا للعبادة والخدمة ﴿فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنتَ السميع العليم﴾ أي السميع لدعائي العليم بنيتي ﴿فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَآ أنثى﴾ أي

1 / 180