102

صفوة التفاسير

صفوة التفاسير

خپرندوی

دار الصابوني للطباعة والنشر والتوزيع

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤١٧ هـ - ١٩٩٧ م

د خپرونکي ځای

القاهرة

ژانرونه

٤ - ﴿فِي ظُلَلٍ مِّنَ الغمام﴾ التنكير للتهويل فهي في غاية الهول والمهابة لما لها من الكثافة التي تغم على الرائي ما فيها وقوله: ﴿وَقُضِيَ الأمر﴾ هو عطف على المضارع ﴿يَأْتِيَهُمُ الله﴾ وإنما عدل إلى صيغة الماضي دلالة على تحققه فكأنه قد كان.
٥ - ﴿فَإِنَّ الله شَدِيدُ العقاب﴾ إظهار الاسم الجليل لتربية المهابة وإدخال الروعة.
٦ - ﴿زُيِّنَ ... وَيَسْخَرُونَ﴾ أورد التزيين بصيغة الماضي لكونه مفروغًا منه مركوزًا في طبيعتهم وعطف عليه بالفعل المضارع ﴿وَيَسْخَرُونَ﴾ للدلالة على استمرار السخرية منهم لأن صيغة المضارع تفيد الدوام والاستمرار.
تنبيه: قال ابن تيمية رَحِمَهُ اللَّهُ تعالى في رسالته التدميرية: «وصفه تعالى نفسه بالإتيان في ظلل من الغمام كوصفه بالمجيء في آيات آخر ونحوهما مما وصف به نفسه في كتابه أو صحَّ عن رسوله ﷺ َ والقول في جميع ذلك من جنس واحد وهو مذهب سلف الأمة وأئمتها، إنهم يصفونه سبحانه بما وصف به نفسه ووصفه به رسوله ﷺ َ من غير تحريفٍ ولا تعطيل ولا تكييفٍ ولا تمثيل، والقول في صفاته كالقول في ذاته والله تعالى ليس كمثله شيء لا في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله فلو سأل سائل: كيف يجيء سبحانه؟ فليقل له: كما لا تعلم كيفية ذاته كذلك لا تعلم كيفية صفاته» .
المَناسَبَة: ذكر ﷾ في الآيات السابقة أن الناس فريقان: فريق يسعى في الأرض

1 / 121