الحمد لله الذى نصر وجوه أصل الحديث، وجعل مقامهم عزيزا، مرفوعا فمن القديم والحديث، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة من أسلم (¬4) أمره غليه، فقطعه عن كل شاذ خبيث، واشهد أن سيدنا (ونبينا) (¬5) محمدا عبده و(رسوله) (¬6) الذى محى عليه وعلى أله موضوع، وانزل عليه أحسن الحديث صلى الله عليه وآله وسلم وعلى اهله واصحابه السالمين من الضعف في الدين، صلاة وسلاما دائمين، متلازمين إلي يوم الدين وبعد ...
لما كانت منظومة الإمام العلامة، والهمام الفهامة الشيخ البيقوني - رحمه الله وأرضاه وجعل الجنة متقلبه ومثواه - من أبدع مختصر صنف في فن الحديث، وابلغ مؤلف (يسار) (1) نحوه السير الحثيث كما اشتملت عليه من بدائع لفظها الواضح، وقد أضحي كل مناظر لها بوجه كالح، التمس جملة من إخواني الأعزة على ومن أصدقائي المترددين إلي أن اضع عليها شرحا ممزوجا بكلماتها، مبينا لمراداتها، متمما لمفاداتها، مقيدا لمطلقاتها، متجافيا للتطويل الممل، ومتحاشيا عن افيجاز المخل، فأجيبهم إلي ذلك بعد (مضي) (2) كثير من الزمان، وأنا أقدم رجلا وأوخر أخري لعلمي باني لست من فرسان 1/ أهذا الميدان طالبا من الله جزيل الثواب والإنعام، وأن يمن على فيجعلني لحديث نبيه صلى الله عليه وآله وسلم من الخدام، وسميته (صفوة الملح بشرح منظومة البيقوني في فن المصطلح) نفع الله (تعالي) (3) به كما نفع بأصله وجعله خالصا لوجه وعليه الإعتماد والتعويل (وهو) (4) حسبي ونعم الوكيل.
ولنقدم على الشروع في المقصود مقدمة يفتقر المبتدئ إليها، وتختم ذلك بخاتمة ينبغي الوقوف عليها.
مخ ۲۸