صفوة العصر په تاریخ او ورسوم مشهور رجال مصر کې
صفوة العصر في تاريخ ورسوم مشاهير رجال مصر
ژانرونه
هو ثاني أنجال الفقيد العظيم المرحوم جرجي بك زيدان، وأصغرهما سنا، ولد في سنة 1900 وتغذى بلبان الفضيلة والأدب ودخل مدرسة الفرير، فأظهر ذكاء فائقا ونبوغا عظيما وشب على الهمة والإقدام والجد والنشاط فكان خير مساعد لحضرة شقيقه أميل أفندي في عمله الصحافي، فأخذ يعاونه بمعلوماته العلمية والأدبية، سواء في الهلال أو في مجلة المصور أو في مجلة «كل شيء» التي حازت من الجمهور المصري إقبالا عظيما، ويعد حضرة صاحب الترجمة أحد أصحابها فنراه يعمل بجنب أخيه بكل ما أوتى من قوة وحزم وذكاء ونشاط، كأنهما شخص واحد يعملان لغاية واحدة وهي نشر ما يرقي المدارك ، ويهذب عقول النشء بفضل حسن تربيتهما وعالي كفاءتهما العلمية والأدبية.
ومع حداثة سن صاحب هذه الترجمة تراه قد جمع بين حنكة الشيوخ وهمة الشباب، فلا يدخر وسعا في كل ما يراه صالحا لتقدم البلاد إلى الرقي والرفعة، حتى اكتسب محبة عموم المصريين مع اختلاف نحلهم؛ لدماثة أخلاقه وكمال أدبه وحلو حديثه وسعة مداركه وشهامته.
فبمثل هذين البدرين التامين فليتنافس المتنافسون «أدامه المولى».
ترجمة حضرة الأستاذ القدير والكاتب النحرير عباس أفندي محمود العقاد
الصحفي المعروف والمحرر بجريدة البلاغ الغراء
كلمة للمؤرخ
لمعرفة نفسية هذا الأستاذ القدير، وقوة اقتداره في عالم الصحافة والأدب، وما لقلمه السيال من البراعة والإجادة وحسن الأسلوب، واختيار المفيد من الموضوعات عليك بتصفح مقالاته الرئيسية الطلية التي يصدرها عادة في افتتاحية جريدة البلاغ الغراء، وما تحويها من عبر وحكم سواء أكانت هذه المقالات سياسية وطنية أم أدبية أم اجتماعية، فإنك تجد برهانا قويا على كبير علمه، وغزارة مادته، وسمو مبدئه، وعالى نفسيته، ولولا ضيق المقام هنا لآتينا بالكثير من مآثره الغراء وأياديه البيضاء على العلم والأدب بوجه عام والصحافة بوجه خاص.
مولده ونشأته
ولد الأستاذ العقاد ببندر أسوان سنة 1889م من والد قوي الإيمان والإرادة، أورث ولده استبداد الطبع وقوة اليقين والتعصب للمبدأ، ووالدة يشوب دمها عنصر كردي، أخذ عنها امتداد القامة والصبر على الوحدة والصمت الطويل، ولأسرته وأهله تجارة كبيرة في مديرية أسوان.
تلقى دروسه الابتدائية بمدرسة أسوان الأميرية، فتخرج منها سنة 1903م وكان والده يصحبه أيام دراسته الأولى إلى مجلس الأستاذ الأديب الشيخ أحمد الجداوي، أحد فضلاء الأزهريين الذين لزموا السيد الأفغاني أثناء مقامه بمصر، فكان يسمع مطارحاته الشعرية التي كان يرويها عن المتقدمين والمتأخرين، فشوقه ذلك إلى مطالعة الكتب الأدبية فكان أول ما وقع في يده منها كتاب «المستطرف في كل فن مستظرف»، وديوان البهاء زهير وقصص ألف ليلة وليلة، ثم مجلد من دائرة المعارف للبستاني وأعداد مختلفة من صحيفة الأستاذ لصاحبها الأستاذ السيد عبد الله نديم، وكان يسمع اسمه كثيرا في مجلس الأستاذ الجداوي ومن ثم أقبل بجملته على المطالعة العربية فالإفرنجية، ونظم الشعر، ولم يتلق علوما في المدارس بعد انفصاله من مدرسة أسوان غير أبواب محدودة في الكهرباء والطبيعة، حضرها بمدرسة الصنائع والفنون، وقد عاقته عوائق شتى عن متابعة التعليم المدرسي كما كان يود يومئذ.
ناپیژندل شوی مخ