343

صفوة العصر په تاریخ او ورسوم مشهور رجال مصر کې

صفوة العصر في تاريخ ورسوم مشاهير رجال مصر

ژانرونه

رحمه الله رحمة واسعة وأثابه خيرا بعدد حسناته وجليل خدماته.

ترجمة جناب الأب الفاضل القمص مينا يعقوب

كلمة للمؤرخ

حيا الله الرجال العاملين المجدين وبياهم، وجعل الجنة في الآخرة مأواهم ومثواهم، أولئك الذين يعملون بهمة وجد ونشاط وإقدام في سبيل الإصلاح، وإنجاز المفيد من المشروعات فإن مثل هؤلاء وجب شكرهم وحق مدحهم، وقد يكون الشكر مضاعفا والثناء عاما متى كان ذاك الإصلاح، وتلك المشروعات القيمة لمحض عمل الخير والمنفعة العامة المجردة من أية غاية أخرى.

ولقد رأينا وشاهدنا من اهتمام حضرة صاحب الترجمة بالمشروعات النافعة والخدم المتوالية للغاية نفسها ما حدا بنا إلى تدوين ترجمته الشريفة، ومجهوداته الفائقة في هذا الجزء اعترافا منا بفضله الغزير سائلين الحق تعالى أن يسدد خطوات العاملين في سبيل الإصلاح، ويكثر من رجالنا المفكرين.

مولده ونشأته

جناب الأب الفاضل القمص مينا يعقوب رئيس دير مارمينا بفم الخليج بمصر القديمة والعضو بالمجلس الملي العام.

ولد هذا الأب الفاضل بمصر المحروسة عام 1880 ميلادية من أبوين تقيين، ويعد الثامن من سلالة العائلة التي اختارها الله تعالى لخدمة الكهنوت بدير مارمينا، فتكفل المرحوم خاله طيب الذكر خالد الأثر الأغومانس تادرس مينا، الذي كان وكيلا لبطريكخانة الأقباط في ذاك العهد، والمتوفى في 25 فبراير سنة 1906 بأمر تربيته وتعليمه وأدخله مدرسة حارة السقايين القبطية، فتعلم بها العلوم الأولية ومن ثم أدخله مدرسة الأقباط الكبرى، فارتشف من بحر علومها إلى أن فاز منها بشهادة الدراسة الابتدائية عام 1895م، وناهيك بما كانت عليه تلك الشهادة من الأهمية في ذاك الوقت، وبعدئذ التحق بالمدرسة الخديوية، وظل مكبا على تلقي العلوم حتى سنة 1898 ميلادية، وفي شهر أغسطس سنة 1898 تعين في إدارة الأموال الغير مقررة بوزارة المالية، فكان مضرب المثل في الجد والاستقامة والكفاءة، وظل في هذه الوظيفة مدة ثلاث سنوات حتى عام 1901 ميلادية، ومن ثم تاقت نفسه إلى الاشتغال بالأعمال الحرة فاختار أشغال المقاولات، وأوجد محلات خصيصة بجهة فم الخليج بمصر القديمة لحرق الجير، وتصريفه للمقاولين وأصحاب العمارات فانهالت عليه الطلبات، وأقبلت عليه الخيرات نظرا لحسن معاملته وأمانته وطهارة ذمته، وظل مزاولا لهذه الأشغال حتى شهر يونيو سنة 1908.

دخوله في صف الكهنوت

ولقد سعى فقيد الأمة القبطية المؤرخ الكبير المرحوم ميخائيل بك شاروبيم من تلقاء نفسه، ونفر عديد من وجهاء الأمة القبطية بعمل تزكية لرسامته قسا على دير مارمينا بدلا من المرحوم خال، وقدموا تلك التزكية إلى غبطة البطريرك المعظم، فلما علم صاحب الترجمة بأمر تلك التزكية أبى بتاتا، وأرسل إلى غبطته يعتذر عن القبول، غير أن غبطته أرسل إليه خطابا رسميا بتاريخ 17 يونيو سنة 1906 موقعا عليه بخاتمه الكريم بتعيينه ناظرا على الدير والكنيسة، وحفظ أوانيها وموجوداتها بصفة مؤقتة لحين النظر، فقام بهذه المهمة خير قيام مع مباشرة أشغاله الحرة حتى سنة 1908 ميلادية، حيث ألح عليه المرحوم ميخائيل بك وغيره من أبناء الطائفة بقبول هذا المركز، وأبانوا له الميزات الخاصة من خدمة الكهنوت، وعندئذ سمحت العناية الإلهية، ورضخ فرسم قسا لدير مارمينا في يونيو سنة 1908 كما رقي قمصا في يونيو سنة 1909، واستبدل من تاريخ الرسامة اسم عازر أفندي يعقوب، وما كادت يده تمسك شؤون الدير ورياسته حتى شمر عن ساعد الجد والنشاط والإقدام، ووجه عنايته أولا لترميم وتصليح الكنيسة التي كادت تئول إلى السقوط، وأصلح مدخلها وسعى سعيا متواصلا لدى مدير مصلحة الآثار والبطريركية إلى أن توصل بحسن مجهوداته في تنكيس الكنيسة من الداخل والخارج، وحافظ على آثارها النفيسة ورمم عقوداتها ترميما متينا، ونزع بلاطها واستبدله بترابيع حجرية ثم نقل الحجاب الذي كان مشوها للكنيسة، فوضعه في الجهة الغربية منها بحالة منتظمة، وأحدث مقاعد خاصة لراحة المصليين كما خصص جزءا منها للسيدات، ثم أزال ما كان مشوها من المباني بمدخل الكنيسة، حتى أصبحت بفضل عظيم مجهوداته آية في الرونق والبهاء.

ناپیژندل شوی مخ