صفوة العصر په تاریخ او ورسوم مشهور رجال مصر کې
صفوة العصر في تاريخ ورسوم مشاهير رجال مصر
ژانرونه
ولا شك أن القارئ الكريم بعد تصفحة ترجمة هذا البحر الفهامة والعالم العلامة يتأكد له فضله، وغزارة علمه، وبحر أدبه، وسمو مداركه، مع كرم الأخلاق، ولين الجانب، حفظه الله وأبقاه ولا حرم العلم والأدب من بحر أفضاله.
ترجمة فضيلة الأستاذ المرحوم الشيخ محمد عبده مفتي الديار المصرية سابقا
ولد سنة 1258ه وتوفي سنة 1323ه/1905م
مولده ونشأته
هو الأستاذ الإمام الشيخ محمد بن عبده بن حسن خير الله ولد سنة 1258ه بمديرية الغربية، وتغذى بلبان الأدب وتربى التربية المنزلية الحسنة، ومن ثم توجه إلى الجامع الأحمدي بطنطا لتلقي العلوم، وفي نهاية سنة 1282ه قدم القاهرة لتلقي العلوم في الجامع الأزهر الشريف، حتى وفد إليها السيد جمال الدين الأفغاني سنة 1286ه فصاحبه الأستاذ، وأخذ يتلقى عنه بعض العلوم الرياضية والحكمية والكلامية، فبرع في ذلك كما برع في الإنشاء، وتحرير المقالات الأدبية والاجتماعية والسياسية، وقد أتقن اللغة الفرنسية وأجاد التحرير فيها، فساعده ذلك على نفي الشبهات عن الدين الحنيف، وإظهار حقائقه وفضائله للعالم الأوربي، وقد كان الفقيد قوي الحجة سريع الخاطر أبي النفس، شهما غيورا على دينه ووطنه.
صاحب الفضيلة المرحوم الإمام الشيخ محمد عبده «مفتي الديار المصرية سابقا».
وقد تقلب في بعض المناصب العلمية بين تدريس في المدارس الأميرية وتحرير الوقائع المصرية، وكتابة في الدوائر الرسمية، فوجه همته لإصلاح الحكومة وإرشاد الأمة، حتى كانت الحوادث العرابية فحمله أصحابه على السير معهم، وهو ينصح لهم أن لا يفعلوا وينذرهم بسوء العاقبة، وعندما دخل الإنجليز مصر كان الفقيد في جملة الذين قبض عليهم وحوكموا فحكم عليه بالنفي؛ لأنه أفتى بعزل توفيق باشا الخديوي الأسبق فاختار الإقامة في سوريا، ومكث بها ست سنوات وقد عهد إليه بالتدريس في بعض مدارسها، ثم انتقل من سوريا إلى باريس ولم يمكث بها طويلا حتى عاد إلى مصر بعد أن صدر العفو عنه فولاه الخديوي القضاء، وظهرت مناقبه ومواهبه فعين مستشارا في محكمة الاستئناف وسمي عضوا في مجلس إدارة الأزهر.
وعين أخيرا مفتيا للديار المصرية في سنة 1317ه، فأفاد القضاء الشرعي وخدم الأوقاف الإسلامية أكبر خدمة حتى كاد يكون المرجع الأعلى في الفتوى لجميع مسلمي الأرض، لما ظهر من فضله وسعة علمه.
وقد عين عضوا دائما في مجلس الشورى، فانتقل المجلس به من حال إلى حال ونفخ فيه روحا جديدة، وكان له رحمه الله الرأي العالي والصوت المسموع في كل مسألة وكل مشروع، فكنت تراه في المسائل المالية، حاسبا اقتصاديا، وفي المسائل الإدارية إداريا ماهرا، وفي اللوائح والقوانين، قانونيا خبيرا، وفي الأمور الشرعية إماما فقيها.
وانتخب رئيسا للجمعية الخيرية فوطد دعائمها، وخطت بهمته وحسن إدارته خطوات سريعة، وتقدمت شوطا بعيدا في سبيل النجاح والرقي.
ناپیژندل شوی مخ