صفوة العصر په تاریخ او ورسوم مشهور رجال مصر کې
صفوة العصر في تاريخ ورسوم مشاهير رجال مصر
ژانرونه
كلمة للمؤرخ
لسنا في حاجة إلى كلمة مدح نوجهها إلى هذا العالم الجليل الذي اشتهر بين طبقات الأمة المصرية بالتقوى والصلاح والعلم الغزير والأدب الجم، وعلو الكعب في مختلف العلوم والذكاء المفرط، ويكفينا ما قد وصل إليه من سمو المكانة والرفعة في قلوب عارفي فضله وكماله، بفضل تلك المواهب السامية والخصال النبيلة التي أودعها الله تعالى في شخصه الكريم.
مولده ونشأته
ولد حضرة صاحب الترجمة في الرابع عشر من شوال سنة 1379 (3 أبريل سنة 1863) من أبوين كريمين، والد حسيني ووالدة حسينية أعني والده المرحوم السيد علي الببلاوي «نقيب السادة الإشراف بالديار المصرية ثم شيخ الجامع الأزهر سابقا» بتربيته، فابتدأ بإرساله إلى مكتب الأستاذ المرحوم الشيخ أحمد البقشيشي، أحد مشاهير القراء في عصره، وفي مكتبه تعلم القراءة والكتابة، ثم أخذ عنه القرآن الكريم حفظا وتجويدا، ثم أرسله والده بعد ذلك إلى مدرسة العقادين فتعلم فيها بإرشاد والده ما يلزمه في الأزهر من فنون هذه المدرسة كالحساب والجغرافيا ومبادئ الهندسة، وشيء من النحو والصرف.
حضرة صاحب الفضيلة الحسيب النسيب السيد محمد علي الببلاوي نقيب عموم السادة الأشراف بالقطر المصري ومراقب إحياء الآداب العربية بدار الكتب المصرية والعضو المعين بمجلس الشيوخ.
ولما آنس منه والده قوة على تلقي العلوم المعتاد تدريسها في الأزهر أرسله إليه، وكان ذلك في شوال سنة 1292 فانتظم في سلك طلبته وجد في تحصيل فنونه على نخبة من أفاضل أساتذته، وكان في مدة طلبه العلم بالأزهر نابغة بين إخوانه يشهد له كل من شاركه بالذكاء والفطنة، وكان مولعا في أثناء طلبه العلم بالأزهر بجمع نفائس الكتب العربية مغرما بالبحث عنها في مظانها، واتفق أن خلت بالكتبخانة الخديوية في المحرم سنة 1300 وظيفة مغير للكتب العربية، فعين المترجم فيها فصادف تعيينه فيها هوى في نفسه فجد في ترتيب فنونها، وتنسيق فهارسها والبحث عن تواريخ المؤلفين وسيرهم، حتى كان كثير من الأفاضل الذين يقصدون هذه الدار يعجبون من سرعة خاطره في الإجابة عما يسأل عنه منها، ويتحدثون بقوة ذاكرته لأسماء المؤلفين ومواليدهم ووفياتهم، وكانت له اليد الطولي في تحرير الفهارس المطبوعة للكتب المحفوظة في هذه الديار، وما زال يجد في أعمال وظيفته ووزارة المعارف تكافئه على جده واجتهاده، حتى صار وكيل هذه الدار، ولم يشغله قيامه بالواجب عليه في أعمال وظيفته عن إتمام دراسة علوم الأزهر الشريف، فكان في أوقات فراغه يحضر مهمات الدروس في الأزهر على كبار أساتذته حتى حصل على شهادة العالمية فيه.
ولما وجهت وظيفة نقابة الأشراف إلى والده السيد الببلاوي الكبير نزل المترجم لولده عن وظيفة الخطابة في المسجد الحسيني، فكانت خطبه في هذا المسجد على المنوال الذي احتذاه محل إعجاب السامعين.
وكان من آثار منهجه في خطبه أن الخديوي السابق لما عزم على الحج في سنة 1326ه أدى صلاة الجمعة في المسجد الحسيني قبل سفره، فخطب المترجم خطبة في الحج وقعت من نفسه أحسن موقع، وكانت موضوع حديثه بعد خروجه من المسجد، وأمر بأن يحج المترجم معه في معيته، فسافر في ركابه وأدى فريضة الحج معه وحظى بزيارة جده المصطفى
صلى الله عليه وسلم .
وحدث أيضا أن الخديوي كلفه فجأة بعد صلاة الجمعة في الحرم النبوي أن يخطب للقوم ارتجالا، فخطب خطبة في الاتحاد والائتلاف كانت آية في بابها دهش لحسنها كل من سمعها، وتجلت عليه فيها بركات جده
ناپیژندل شوی مخ